كيف تفسرون مسلسل استهداف البرلمان الأوربي للمغرب في مناسبات مختلفة؟ التوقيت والسياق يؤكدان أن أنها حملة غير بريئة .والشراكة الإستراتيجية بين الرباط و بروكسيل تتعرض لمضايقات وتحرشات إعلامية وبرلمانية لأن أصحابها شخصيات ومؤسسات باتت متخوفة من اتجاه المغرب لتنويع شركائه الإستراتيجيين، التي تريد تكريس التبعية. لهذا فإن اتجاه المغرب إلى تعزيز دوره دولة إقليمية صاعدة في إفريقيا و توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة، أفرز هجوما ممنهجا بهدف الإضرار بالشراكة المغربية الأوربية. وتصويت البرلمان الأوربي يذهب في هذا الاتجاه، وهو نتيجة الفساد الذي يعرفه هذا البرلمان نتيجة لوبيات ممولة، من قبل جنرالات الجزائر بغاية كبح المسار الذي باتت تعرفه القضية الوطنية، من خلال المكتسبات الدبلوماسية المحققة على المستوى الدولي و الإقليمي. وفي الوقت الذي اتجهت الدولة المغربية إلى نهج سياسة جعلت من المغرب شريكا لا غنى عنه ضمن الإستراتيجية الأوربية في المنطقة في إطار مراقبة الحدود ومكافحة الإرهاب، فإن هذا الأمر خلق رهانات في العلاقات بين الاتحاد الأوربي والمغرب، والتي على أساسها لا يريد الاتحاد الأوربي والعديد من الدول الأعضاء فقدان التعاون المغربي، الذي أضحى يلعب دورا كبيرا على صعيد العديد من الملفات في مواجهة لوبيات معادية بالبرلمان الأوربي الذي يفتقر لصلاحيات حقيقية، ويحاول بعض أعضائه ابتزاز المغرب عبر إصدار قرارات تهم حقوق الإنسان، لكبح دور المغرب في تنويع شركائه. ألا ترون أن جزءا من أسباب هذا الهجوم هو توسيع مجال التعاون المغربي الأمريكي؟ اتجاه المغرب إلى تعزيز دوره قوة إقليمية صاعدة في إفريقيا وتوطيد العلاقات مع الولايات المتحدة، أفرز هجوما ممنهجا يستهدف الإضرار بالشراكة المغربية الأوربية، عبر تصويت مؤسسته التشريعية، للتشويش على المسار الذي سلكه المغرب. كيف يمكن التصدي لذلك، في مواجهة بعض الدول الأوربية التي تريد مغربا خاضعا يخدم مصالحها فقط؟ يجب مواجهة ما يجري عبر تعزيز الجبهة الداخلية، كي تكون موحدة تروم تكريس الخيار الديمقراطي، وتقوية العملية الديمقراطية . والخطاب الملكي يحث على تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة المؤامرات، لذلك على الجميع الاطلاع بأدوار محورية لمواجهة ما يحاك من الشرق والغرب. وتقوية المؤسسات من شأنها الحد من المؤامرات التي ما زالت تنظر إلى المغرب بطريقة كلاسيكية. وجوهر التنمية يتمثل في الاستقرار السياسي الذي تمثله المؤسسة الأمنية التي واجهت العديد من حملات التشويه بالخارج. فبعض الجهات لا تريد مغربا قويا ومستقرا بمؤسسته الأمنية، بل تسعى إلى زعزعة استقراره عبر شن حملات دولية عليه بطرق مختلفة، ولم يعد الأمر يقتصر على المؤسسة الأمنية، بل يشمل كذلك بقية المؤسسات الوطنية. أجرى الحوار: أحمد الأرقام ر قرزل ديشر * أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية