سوء تفاهم يدفع زوجة للانتقام

اتهمت شريك حياتها بتعنيفها والاعتداء جسديا وجنسيا على ابنتها قبل أن تفتضح ادعاءاتها بات من الملاحظ أن عددا من الدوائر الأمنية ومراكز الدرك الملكي بضواحي مكناس والمدن المجاورة لها، تتلقى يوميا شكايات حول العنف ضد المرأة، يوضع في أغلبها مشتكى بهم تحت تدابير الحراسة النظرية، إلى حين تقديمهم أمام العدالة، فيما يتم حفظ بعضها بعد تنازل الضحايا لسبب من الأسباب، يتبين في ما بعد أنها كانت مجرد تهم كيدية وملفقة لضحايا أبرياء لتصفية حسابات شخصية معينة. وأجمع عدد من النشطاء الحقوقيين، أن تهمة التحرش الجنسي والاعتداء الجسدي أو العنف ضد المرأة بصفة عامة سواء كانت زوجة أو زميلة في العمل، باتت من أسهل التهم التي تلفق لأي كان من أجل الانتقام ، ويتم في أغلبها اعتقال تعسفي يفضي إلى حكم جائر في حق المتهم (الضحية)، الذي لا علاقة له بموضوع الشكاية المقدمة ضده، معتبرين أن الأمر خطير وأضحى يمس بمصداقية التحريات والقضاء ببلادنا، بصفة عامة. وعرفت مكناس وضواحيها خلال السنوات القليلة الماضية نماذج متعددة في هذا المجال، ولعل أبرزها قضية الأربعينية التي ظل الصراع والصراخ المنبعث من منزلها لدى الجيران، في الوقت الذي كانت تدعي كلما سألتها إحدى جاراتها عن أسباب علو صوتها وزوجها من داخل المنزل كان ردها حسبها يعود إلى تعنيفها من قبله، وهو الأمر الذي استغرب له السكان، على اعتبار أن الزوج كان معروفا بهدوئه وسلوكه الحسن. وسرعان ما تطورت الأمور إلى حد تقديم الزوجة شكاية معززة بشهادة طبية مزورة إلى عناصر الدرك الملكي، تتهم من خلالها زوجها الخمسيني بممارسة العنف عليها وعلى ابنتها. وتم الاستماع إلى أقوال المشتكية وطفلتها في محضر قانوني، وقررت النيابة العامة إثره اعتقال الزوج بمقره، رغم إنكار المعني المنسوب إليه جملة وتفصيلا أثناء الاستماع إليه، قبل الزج به احتياطيا في السجن المحلي «تولال»، في انتظار البحث التفصيلي لدى قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف. وخلف قرار الاعتقال، ردود أفعال غاضبة وسخطا عارما من قبل أفراد عائلة المتهم، بالإضافة إلى دخول جمعيات حقوقية على خط هذه القضية، التي اعتبروها مفبركة ومثيرة للجدل، ونظموا إثرها وقفات احتجاجية عارمة أمام المحكمة للتعبير عن تضامنهم المطلق مع الزوج المعتقل المعروف وسط عائلته ولدى سكان الحي والجيران بانضباطه وسلوكه الحسن، مؤكدين أن الاتهامات الموجهة ضد المعني، من قبل زوجته مجرد تهم كاذبة وواهية لا أساس لها من الصحة، ومطالبين بفتح تحقيق نزيه وشفاف في هذه النازلة، للكشف عن الحقيقة والضرب بيد من حديد على رأس من كان وراء حبك هذا السيناريو للإيقاع بالزوج. ونجحت الضابطة القضائية في فك اللغز من خلال تعميق البحث في النازلة، حيث انتهى الأمر بإطلاق سراح الزوج بعد أن قضى أسابيع وراء القضبان، وتم إسقاط جميع التهم المنسوبة إليه، باعتبارها «مغرضة وباطلة» حاولت النيل من الزوج المتهم بأي ثمن، من خلال حبكها سيناريو مع طفلتها «الضحية»، حيث قامت الزوجة برفع شكاية معززة بشهادة طبية ضد زوجها تتهمه فيها بتعنيفها والاعتداء جسديا وجنسيا على طفلتهما، ما أسفر عن اعتقال الزوج (المشتكى به)، ليتبين أثناء مجريات تعميق البحث أن الشكاية المقدمة من قبل الزوجة لدى المصالح الأمنية مجرد شكاية كيدية لا غير، وأن الشهادة الطبية المدلى بها شهادة مزورة، وأن ما قامت به الزوجة ضد زوجها، هو سلوك صدر عنها في ظروف غامضة بدافع الانتقام وتصفية حسابات شخصية. وفور صدور قرار النيابة العامة بإخلاء سبيل المتهم ، وفي الوقت الذي كان بعض من عائلة المشتكية ينتظر تحريك النيابة العامة لمسطرة المتابعة في حق المشتكى به (الزوج) وإدانته، انقلب السحر على الساحر وسقطت الزوجة المشتكية في قفص الاتهام، من أجل التهم المنسوبة إليها، قبل عرضها على أنظار العدالة للبت في شأنها. حميد بن التهامي (مكناس)

سوء تفاهم يدفع زوجة للانتقام

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مساعدات وهمية لاستغلال الأطفال جنسيا

بارون يدخل مخدرات لـ "كوميسارية"

مقالات ذات صلة