فوضيل والجابوني والطالياني ألهبوا حماس جمهور «مازاغان» لم تكن عودة "سهرات مازاغان"، بعد انقطاع سنتين بسبب الجائحة، عادية. بل كانت "شاخذة" بامتياز، ليس فقط بفضل النجوم المشاركين، بل بفضل الإقبال الكبير للجمهور، و"النشاط" الذي دب في القاعة، منذ انطلاق أول نغمة "ترومبيت" في الحفل الذي احتضنه منتجع "مازاغان" بأزمور، نهاية الأسبوع الماضي، وأحياه فوضيل وكادير الجابوني ورضا الطالياني. وكان التفاعل الذي عبر عنه الحضور، خلال الدورة السابعة من التظاهرة الفنية، خير دليل على شعار "خاوة خاوة" الذي يرفعه المغاربة والجزائريون، تأكيدا منهم على متانة العلاقة وعمق الروابط التي تجمع بين الشعبين، حيث اختلط "العلاوي" ب"الركادة" و"الشعبي" المغربي ب"الراي" الجزائري و"فيف لالجيري" ب"يحيا المغرب"، في انسجام جميل، إن دل على شيء، فعلى أننا "مغرب كبير" واحد، تجمعنا الثقافة نفسها والإرث نفسه، بعيدا عن "بوليميك" الكسكس و"الزليج" والقفطان. لقد كان اختيار شركة "سينياتور"، المنظمة للحفل، موفقا جدا، وفي غاية الجرأة. وحكمته الدوافع الفنية والإبداعية أولا، فاختيار ثلاثة فنانين جزائريين لإحياء حفل في المغرب، في الوقت الذي تعرف فيه العلاقات بين البلدين توترا وصل حد قطع العلاقات من قبل الجارة، كان فيه شيء من المغامرة، لكنها محسوبة العواقب، نظرا للعشق الكبير الذي يكنه الجمهور المغربي لفن الراي ولنجومه، إضافة إلى أن الفنانين الثلاثة معروفون بحبهم للمغرب، حيث يحيون سهراته ويشاركون في مهرجاناته، كما أن اثنين منهم يقيمان بالمملكة ومتزوجين من مغربيتين. ويتعلق الأمر بفوضيل ورضا الطالياني، في الوقت الذي يتردد الجابوني كثيرا على المغرب، حيث يملك منزله الخاص ويدير بعض الاستثمارات. منذ البداية، كانت السهرة "نايضة" مع فوضيل، الذي أمتع الجمهور بصوته القوي وأدائه المتميز، وتحركاته ورقصه على خشبة المسرح، كما ألهب الحماس وجعل الحضور يردد معه جماعة كلمات أغنيته الشهيرة "تيلمون نبغيك"، قبل أن تصل الحماسة ذروتها بفضل الأداء الموسيقي الرائع للفنان والموزع المغربي الموهوب هشام ختير، الذي رافق فوضيل في أداء بعض روائع الأغنية الجزائرية، التي اشتهر بأدائها الشاب خالد. كما قدم للحضور الفنان عمر سلطان، الموهبة الشابة القادمة من تطوان، والذي أدى معه، لأول مرة أمام الجمهور، أغنيتهما "الديو" الجديدة، ليختتم سهرته على إيقاع الرومانسية، بعد أن أدى "البيضة مون آمور"، تكريما لفنان الراي الراحل الشاب حسني، والتي تفاعل معها الحضور بشكل كبير. ورغم بعض مشاكل الصوت التي رافقت الفقرة الغنائية التي قدمها كادير الجابوني خلال الحفل، إلا أنه تفوق على نفسه وهو يؤدي بخامته الصوتية المتميزة مجموعة من أشهر أغانيه التي رددها معه الجمهور، ومن بينها "نتي سبابي" و"نتي روحي وانا ربي يجيب لي"، قبل أن يرفع الإيقاع و"يلهلب" القاعة التي كانت مليئة عن آخرها، حين أدى "ماماميا" و"نكعد وحدي"، تاركا المجال لمسك ختام الحفل، للنجم رضا الطالياني، الذي أمتع معجبيه بباقة من أشهر أغانيه مثل "فابيني" و"مافيوزي" و"سفينة"، إضافة إلى قديمه "جوزفين" و"البحري" و"شنوي خلوي"، أغنية مشجعي "المولودية"، فرقة كرة القدم الشهيرة بالجزائر. نورا الفواري