لم تكن بركان، إحدى المدن الشرقية المعروفة بوداعة سكانها، وتشبثهم بالقيم الدينية، تتوقع أن تكون يوما ما مادة دسمة للصحافة بمختلف مشاربها، وتستقطب إليها اهتمام المغاربة، مباشرة بعد إيقاف شخص يدعي أنه راق شرعي. أطلق (م. ب) الذي أثار الرعب والهلع وسط بركان ونواحيها، بسبب فضائحه الجنسية، وكان يتظاهر بأنه رجل دين، صرخته الأولى بالمدينة في 1976. احتضنته إحدى الأسر بالمدينة، دون أن يعلم أي شيء عن أبويه. غادر المغرب "حراكا" في عملية للهجرة السرية نحو فرنسا، وكان يبلغ حينذاك 20 عاما. تزوج بامرأة مغربية، وبعد حصوله على أوراق الإقامة بفرنسا، باشر إجراءات الطلاق، لينخرط في أعمال مختلفة، قبل أن يستقر ببلجيكا، ثم يعود إلى المغرب خوفا من ملاحقات الشرطة الفرنسية له، والبحث عن مشاريع لتبييض الأموال. لم يكن راقي بركان حافظا لكتاب الله بل حافظا مجرد آيات محدودة منه فقط، يرتلها بإحكام أمام ضحاياه لإيهامهن بأنه رجل دين وورع. وكان يجهل القواعد الشرعية التي لم يكن يفقه فيها شيئا. لم ترقه المهنة البسيطة التي اشتغل فيها، وكيلا عقاريا بالمدينة، باعتبار دخلها محدودا ولا يرقى إلى تطلعاته، ففكر في امتهان الرقية الشرعية. عرف راقي بركان بدهائه وحنكته في استقطاب النساء بمساعدة وسطاء، إلى منزله الكائن بحي "المكتب"، خصصه لممارسة أعماله التجارية واستقبال زواره في ما بعد. وكان يتحول إلى وحش كاسر بمجرد أن تزوره إحدى النساء أو الفتيات، إذ يتحرش بهن، بل ويعمل على تخدير كل من حاولت نهره، فيعمد إلى تجريدها من ملابسها، ويمارس عليها الجنس، ثم يصور المشهد بكاميرا وضعها في الغرفة، حيث يعرض عليها تلك المشاهد الجنسية، ويخيرها بين زيارته كلما طلب منها ممارسة الجنس، أو نشر "الفيديو" على مواقع التواصل الاجتماعي. شهادات جيران المعني بالأمر سارت كلها في اتجاه تجريم سلوك هذا الشخص، إذ أن لاعلاقة له بالرقية الشرعية حسب قولهم، بل كل ما كان يقوم به، لا يعدو أن يكون تحرشا بضحاياه واعتداء عليهن بالاغتصاب، وأن عشرات النساء والفتيات كن يزرنه في منزله في كل الأوقات، بما فيها رمضان. واحد من جيرانه، أكد أن لا علاقة لهذا الشخص بالرقية الشرعية، وأنه تعلم بعض قواعدها من شخص آخر سبقه إلى هذا الميدان بالمنزل ذاته، قبل أن يفترقا. جمال الفكيكي (الحسيمة)