أكــل الغـلـة وسـب المـلـة

بوطيبة أستاذ العلاقات الدولية أكد أنهم يستفيدون من الامتيازات ويختفون وقت الدفاع عن القضايا الوطنية قال هشام بوطيبة أستاذ العلاقة إن فرنسا راهنت على استهداف الهوية والثقافة المغربية، من أجل فرض السيطرة والتحكم، عبر تجنيد مغاربة تكونوا في أراضيها أو بمدارس البعثات بالمغرب، مشيرا إلى أن ما يصطلح عليهم بـ»وليدات فرنسا» تشبعوا بثقافتها المبنية على الاستغلال والجشع عبر الاستفادة من امتيازات اقتصادية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بقضية وطنية حساسة مثل الصحراء، يختفون عن الأنظار. أجرى الحوار : مصطفى لطفي < من أراد أن يحكم دولة ما، يجب أن تكون له بسطة في العلم والثقافة، إذ يعدان رمزين للقوة، ومن هنا فالتحكم في أي أمة مهما كانت تكون باستهداف هويتها وثقافتها، وهذا ما فعلته وتفعله حاليا القوى الاستعمارية على رأسها فرنسا. ففرنسا نهبت كل شيء بالمغرب منذ عهد الحماية، وفرضت لغتها في الإدارات والبرامج التعليمية، والهدف أحداث قنوات لتمرير خطاباتها المسمومة، والتي من شأنها أن تفقد الفرد فخر انتمائه بالهوية والثقافة المغربية، وتشجعه على تبني ثقافتها، وهو ما تحقق للأسف على أرض الواقع إذ صار الجميع يفتخر بالثقافة واللغة الفرنسية. < أود أن أطرح سؤالا بهذا الخصوص، من يحق لنا معاتبته، فرنسا التي استقبلت أجدادنا وآباءنا يدا عاملة، وحضنت أبناءهم وجعلتهم سلاحا بيدها لضرب بلدهم الأم؟ أم معاتبة الأجداد والآباء لأنهم لم يلقنوا أبناءهم الارتباط بشكل كبير بالمغرب، وأن فرنسا ضمنت لهم مجانية التعليم والتطبيب، وكل الامتيازات الاجتماعية، بفضل ما نهبته إبان الفترة الاستعمارية، وما فرضته من إتاوات سنوية تقدر بملايير الدولارات، على الدول الفرنكوفونية مقابل الخروج من أراضيها. كما لا ننسى أن فرنسا لما غادرت المغرب، تركت وراءها مدارس البعثات والتي تعد تابعة لها في كل شيء، حتى في أهدافها وتصوراتها، إذ يعتبر تلاميذتها خير سفراء لما تريد الحكومة الفرنسية الترويج له من مبادئ وأخلاق، بعضها لا يمت إلى ثقافتنا وديننا بصلة. فرنسا خرجت من الأرض ولكنها ظلت بسمومها تعيث فسادا في العقول والهويات. < بداية، أتساءل عن القيمة المضافة لعقول مغربية بهوية فرنسية، فأغلبهم لا يعرفون شيئا عن تاريخ وطنهم، كما تثار على المحك، مدى مشاركتهم في النسيج الاقتصادي المغربي ومساعدتهم في نموه وفرض نفسه على الساحة الإفريقية والعالمية، إذ كل همهم البحث عن الامتيازات وتحقيق الربح السريع، تحت حماية جهات فرنسية، كما أتساءل كذلك عن مشاركتهم في القضية الوطنية التي تعني كل مغربي حر، وهي قضية الصحراء المغربية، سيما في الفترة الأخيرة عندما بدأت فرنسا تحاول ابتزاز المغرب بهذا الملف، على نقيض مغاربة مسلمين ويهود يقيمون في دول عظمى، لماذا لا نجد منهم هذا التهافت على القضية الوطنية، في حين يتهافتون على الاستفادة من امتيازات وإغراءات اقتصادية يمنحها المغرب تحت وقع ضغوط فرنسية. < للشركات الفرنسية حضور وازن في النسيج الاقتصادي الوطني، حيث إن خروج المستعمر من المغرب عسكريا، عوض بجيش من نوع آخر، يحمل أسماء شركات تعمل في جميع القطاعات الحيوية، هذه المؤسسات الاقتصادية تستغل العمالة الرخيصة، والاستفادة من امتيازات كبيرة في الضرائب والأولوية في كل امتيازات تقرر الدولة المغربية منحها لفاعلين في الاقتصاد، والدليل شركة في إنتاج الحليب كانت تجبر الفلاحين المغاربة على بيعها هذا المنتوج بثمن بخس لمضاعفة أرباحها على حساب المواطن المغربي. فرنسا لم تتوقف عند هذا الحد، بل بعثت لنا أبناء من جلدتنا يحملون الجنسية الفرنسية، يتكلمون لغتها ويتبنون ثقافتها، كما يروجون لسياسة هدم العقول والنفوس، والدليل بعض الأفلام التي صارت تعرض في دور السينما لمخرجين مغاربة رضعوا من ثدي «ماما فرنسا»، يروجون لأمور غير مقبولة في المجتمع تحت غطاء الحرية، والمثير للنقاش في هذا الأمر، بعض هؤلاء يفضحون عيوب المجتمع المغربي ومشاكله الجمة بكل احترافية لكنهم يفتقدون لحرفية وضع الحلول لها، وهذا يدل على شيء واحد أن الهدف من ذلك، هو تهييج المجتمع بفضح عوراته وخلق فتنة فيه. < بل إن الأمور حاليا تسير في الاتجاه المعاكس، ما يغيب على قادة فرنسا، أن الأفعى تموت بسمها، فإفريقيا والمغرب العربي، سيجعلانها تفقد هويتها وبريقها، والدليل أن فريقها الوطني لكرة القدم يتكون جل لاعبيه من جنسيات من أصول إفريقية. والأمر نفسه يعانيه حاليا المثقفون الفرنسيون، فهم أمام معضلتي الغزو الثقافي الأمريكي للشباب الفرنسي والغزو الثقافي المغاربي، فهم يتخبطون ما بين الثقافة الأمريكية، التي تمتلك كل المقومات المادية واللوجيستكية لفرض نفسها وقوتها بفرنسا، سواء عبر دور السينما والمسلسلات أوالشبكات العنكبوتية ومطاعم الوجبات السريعة، وبين ثقافة مغاربية لها سلاح العدد، إذ يبلغ عدد المهاجرين من شمال إفريقيا 10 في المائة من سكان فرنسا، لهذا، على فرنسا أن تبدأ بترميم بيتها قبل هدم بيوت أخرى، وعلينا نحن أن نلقن أبناءنا حب الوطن بالعودة إلى التاريخ لأن منه سيستمدون روح الوطنية والهوية والانتماء. في سطور - تاريخ الازدياد: 13 نونبر 1973 - متزوج - خريج كلية الحقوق بالبيضاء - حاصل على الإجازة في العلوم السياسية 1996 - دبلوم الدراسات العليا المعمقة في العلاقات الدولية والقانون الدولي 1999 - دكتوراه في الجغرافية السياسية 2017

أكــل الغـلـة وسـب المـلـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برلمانيون يبتزون بالمهام الاستطلاعية

فيديوهات جنسية تورط رئيس جماعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات