شدد مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي في حديثه ل"الصباح"، على أهمية البوح في حياتنا سواء بالنسبة للأمور الإيجابية أو السلبية، إذ يكون له تأثير جيد على صحتنا النفسية. "إن البوح صفة تمنح للإنسان إمكانية التعبير عن معاناة أو أفكار أو مشاعر أو أمور مهنية أو شخصية سواء تعلق الأمر بالجانب السلبي لها أو الإيجابي"، يقول علوي أمراني، مضيفا "ويبقى للبوح في الأمور السلبية أثر أكبر على النفسية لأنه يسمح بالتعبير عن الدواخل وأمور مسكوت عنها وتقاسم معاناة مع الآخرين، ما يعكس تحلي من يقوم بذلك بالشجاعة". وتتجلى أهمية البوح بالمعاناة والأمور السلبية، حسب علوي أمراني، في تفادي مجموعة من المشاكل، موضحا، كلما استطاع الشخص التعبير عما بداخله من هموم ومشاكل تمكن من تفادي الآثار السلبية المتمثلة في الأمراض الجسدية والنفسية". ورغم أهمية البوح، إلا أنه ينبغي أن يتم في الوقت المناسب ومع الشخص المناسب، يقول علوي أمراني، مضيفا "حين يتعلق الأمر بحكي الزوجة مثلا عن معاناتها مع الأطفال بمجرد عودة شريك حياتها إلى المنزل، فذلك من شأنه أن يؤثر سلبا لأنها لم تختر الوقت المناسب لذلك، كما قد يشعر بعبء إضافي، لأنه قد يكون عانى مشاكل كثيرة خلال يومه في عمله". ونصح علوي أمراني باختيار الوقت والشخص المناسب للبوح له بالمعاناة، إذ من شأن ذلك أن يكون له وقع إيجابي على النفسية عبر نصائحه وتشجيعه. وأكد علوي أمراني على أهمية البوح، إذ يساعد في الحفاظ على التوازن النفسي للشخص، سيما إذا كان المخاطب يساعده في تجاوز عدة عقبات. وفي ما يخص البوح بأمور إيجابية، نصح علوي أمراني، بالحرص على طريقة الحديث عنها حتى لا يفهم أن الهدف منها التعالي والغرور. أ. ك