تكوين المدربين… ما الجدوى؟

الإدارة التقنية توزع أعلى الشهادات والأطر الوطنية تعاني العطالة كرة القدم الوطنية رائدة على الصعيد القاري في مجال تكوين المدربين. ورغم العديد من الشهادات التي توزعها سنويا، خلال الدورات التكوينية التي تنظمها دوريا، مازال عدد كبير من الأطر الوطنية، يعاني العطالة، بل التهميش في بعض الأحيان. وبات حجم الدورات التكوينية التي تنظمها هذه المؤسسة يفوق كل التوقعات، ويعد المغرب رائدا في تسليم الشهادات من أصغر «الدبلومات» إلى «كاف برو» أعلى الشهادات التي تخول تدريب الأندية المحترفة والمنتخبات الوطنية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، من المستفيد من هذا الوضع؟ إذا كانت البطولة تستورد مدربين مغمورين وعاطلين دون شهادات عليا. لدينا أزيد من عشرين مدربا مكونا على أعلى مستوى، دون عمل ولم تتح لهم الفرصة لتدريب أي فريق محلي، في الوقت الذي تتهافت الأندية على مدربين أجانب لا يتوفرون على أي تجربة والأمثلة كثيرة. وسنحاول من خلال هذا التقرير إلقاء الضوء على هذا الموضوع الشائك، الذي بات يشكل «بوليميك» حقيقيا في الكرة المغربية. لماذا نفضل المدرب الأجنبي؟ يفضل المسير التعاقد مع مدرب أجنبي مغمور، في بداية الطريق، يبحث عن فضاء يصنع فيه اسمه وتاريخه، بدل الاعتماد على مدرب محلي شاب، ومنحه الفرصة لإبراز مواهبه وإمكانياته في المجال. ويرى الكثيرون أن المدرب الأجنبي، بات موضة، للتسويق، بغض النظر عن مردوده ومتطلباته المالية المرتفعة، إذ يعتبر البوابة التي يعبر منها المسير نحو باب الشهرة، وقلوب الجماهير، وخصوصا الأندية الكبيرة كالوداد والرجاء، وسار على نهجهما اليوم حسنية أكادير وأندية أخرى في الطريق، كأولمبيك خريبكة... وفي هذا الإطار تدخل العديد من الأمور في هذه الاختيارات، في مقدمتها قرارات بعض المكاتب المسيرة، التي لا تهمها مصلحة الفريق، أكثر مما ستجنيه من هذه الصفقات التي تثير في بعض الأحيان جدالا. موسيماني "غالي عليك" تناولت بعض الصحف والوكالات، إمكانية مجيء بيتسو موسيماني إلى المغرب لتدريب أحد الأندية الكبيرة، إلا أن راتبه المرتفع، جعله يفضل الخليج، رغم احترامه الكبير لكرة القدم الوطنية. ويعد الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، من أشهر المدربين الأفارقة، الذين حصلوا على ألقاب كثيرة محليا وقاريا، حضر لدورة تكوينية بالرباط، تخول له تدريب أندية ومنتخبات كبيرة، وبعد جولات وصولات بالقارة السمراء، رحل إلى أهلي جدة السعودي، حيث يتقاضى 800 ألف دولار سنويا، وهو رقم أقل بكثير مما كان يتقاضاه رفقة الأهلي المصري. الكبير... المثير للجدل اسم التونسي، منذر الكبير، المدرب الجديد للرجاء الرياضي، صغير في المجال رغم تدريبه للمنتخب التونسي في فترة وجيزة، إذ لم يكن يتجاوز راتبه حينها 10 آلاف دولار، حسب مصادر عليمة. وأصر عزيز البدراوي، على التعاقد مع هذا المدرب، رغم معارضة الجماهير، وعدم اقتناعها به رجلا للمرحلة، قبل أن يخرج الرئيس ويتحمل المسؤولية ويتحدى الجميع، ويعينه خليفة لمواطنه فوزي البنزرتي، الذي يعتبر المغرب باحة للاستراحة. يرى الكثيرون أن مشروع الرجاء، كما وضعه البدراوي، أكبر بكثير من منذر الكبير، الذي تنقل بين الكثير من الأندية التونسية، ولم يحصل سوى على لقب واحد، قبل أن يحط الرحال بالبيضاء بالصدفة، مقابل 20 ألف دولار. أوبري: مسؤولية رؤساء الأندية اعتبر منير أوبري، الإعلامي الرياضي المتخصص، الوضع الحالي طبيعيا في ظل العديد من المعطيات. وكشف أوبري في اتصال هاتفي مع "الصباح" أن المسؤولية يتحملها رؤساء الأندية، على اعتبار أنهم من يطلب ود المدرب الأجنبي، وقال" ربما ذلك راجع لعدم ثقتهم في الكفاءة الوطنية بسبب كثرة النزاعات، وتنازلات البعض عن حقوقه بطريقة مريبة». وأوضح أوبري، أن طموحات الإطار الوطني باتت محدودة، إذ يفضل الانسحاب مع أول سقطة، مقابل راتب شهرين ومؤخر العقد، وتابع" للأسف هذا واقع، الإطار الوطني يفكر في الأجر أكثر من تطوير مستواه، ومستعد للرحيل في أي لحظة مقابل تعويضات بسيطة". وختم أوبري، أن الرؤساء الحاليين يشتغلون تحت لواء الجامعة، ويسيرون على نهجها" انظر كيف تغير هذه المؤسسة مدربي الفئات العمرية مع أول سقطة، فلا تستغرب من الوضع داخل البطولة"، وزاد قائلا" العديد من الأمور تغيرت داخل المنظومة إلى الأحسن، لكن هناك أمور يجب التفكير في تحسينها". الصديقي: المسير لا يثق في الإطار الوطني قال إن لقجع وضع الثقة في الركراكي وحصل التغيير أكد الإطار الوطني سعيد الصديقي، أن المسير المغربي، لا يثق في مؤهلات المدرب المحلي، والأمثلة كثيرة ولا مجال لذكرها. وكشف الصديقي، في اتصال هاتفي مع "الصباح"، أنه خضع لكل الدورات التكوينية بالمغرب، ودرب أندية كثيرة، ويتمتع بسمعة جيدة" للأسف أعاني اليوم العطالة لأسباب لا يعرفها سوى المسؤولين»، مستدركا» مؤهل لخوض «الكاف برو» حسب الجامعة في الدورة المقبلة، لكن التجارب التي راكمتها لاعبا ومدربا للفئات العمرية والفرق الأولى، تخول لي تدريب أي فريق في القسم الممتاز". وبخصوص علاقته بفريقه الأم الرجاء الرياضي، أفاد الصديقي، أنه كان وراء تكوين جيل من اللاعبين بشهادة جل المتتبعين، لكن لم تتح له الفرصة لتدريب الفريق الأول" وتساءل" لا أعرف لماذا؟ اتصل بي أخيرا سعد التسولي، الناطق الرسمي الجديد للرجاء، وطلب مني إرسال سيرتي الذاتية، وهذا في حد ذاته أمر غير مفهوم، ومع ذلك قمت بالمطلوب، إلى أن تفاجأت بالتعاقد مع مدرب تونسي". وأفاد الإطار الوطني، الذي توج بثلاثة ألقاب مع أمل الرجاء، وكان وراء تكوين العديد من الأسماء منها من احترف خارج الوطن" إن الدبلومات مجرد شكليات في اللعبة رغم ضروريتها، لكن خبرة المدرب التي راكمها في الملاعب تكون حاسمة»، وتابع" تركت بصمة أينما دربت، ولازال الجميع يتحدث عني في برشيد، وأنا فخور بما أنجزته». وأكد الصديقي، أن التكوين ضروري في جميع المجالات، والجامعة قطعت أشواطا بعيدة في هذا المجال" ننتظر فرصتنا للاشتغال في المؤسسة المسؤولة عن الكرة في بلادنا، كما أتمنى أن أرد شيئا من الجميل للفريق الذي تربيت بين أحضانه، ومازلت أنتظر". وعن واقع كرة القدم الوطنية، أفاد الصديقي، أنها تعد رائدة إفريقيا وعربيا، ويجب على الجميع أن يستفيد من هذا الوضع" أتساءل لماذا لا نرى مدربين مغاربة يشتغلون في الخارج على غرار التونسيين والجزائريين. يجب وضع الثقة وإعادة الاعتبار للإطار الوطني". وختم الصديقي، أن فوزي لقجع، قائد سفينة كرة القدم بالمغرب، وضع الثقة في الإطار الوطني،" و تعاقد مع وليد الركراكي، ووقفتم على التغيير الذي طرأ على أداء الأسود. لماذا لا تحذو الأندية حذوه وتمنح الفرصة لابن البلد، إنها رسالة واضحة بعثها رئيس الجامعة للمسؤولين عن الأندية، أتمنى أن يستوعبوها". إنجاز: نور الدين الكرف

تكوين المدربين… ما الجدوى؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفيلالي وتومليلت يفوزان بدوري خريبكة للتنس

اعتقال قاتل نديمه في عرس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات