الفيـزازي: يجب معالجة الأسباب

قال إن الجرائم لا تُعالج بالتقنين والشرعنة وهناك جهات مخول لها الإفتاء في الأمر قال محمد الفيزازي، رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ، إن معالجة ظاهرة الإجهاض من حيث نتائجها وغض الطرف عن أسبابها، هو أحد مظاهر الخلل في حل هذه المعضلة، لأن هناك أسباب وعوامل ينبغي أن نكون صرحاء ونعترف بوجودها. وأضاف الفيزازي في حوار مع «الصباح»، أن الإجهاض جريمة في حق أجنة وقتل للأبرياء. في ما يلي باقي التفاصيل: < الحديث عن الإجهاض يقتضي تسليط الضوء على أسباب وخلفيات دفعت إلى هذه المعضلة الاجتماعية. إذ من الذي دفع هذه الفتاة حتى تقع في هذه المصيبة، إما لأنها قاصر غُرر بها أم لأنها تحت وطأة الفقر أو تعرضت لاغتصاب أو زنا محارم أو أشياء من هذا القبيل، فتجد الشابة نفسها حاملا ولا يكون لها من خيار سوى أن تتخلص من هذا الجنين كيفما كانت الوسيلة، إما أن تذهب للمصحة أو عيادة فلان وهذا مكلف ماديا وإما أن تلجأ في غالب الأحيان إلى الإجهاض السري في دهاليز عند نساء لا يتوفرن لا هن ولا المحل على أدنى شروط القيام بالعملية للوقاية من أي مرض أو تداعيات، وهو ما يؤدي إلى وقوع حوادث وفيات. معالجة هذه الظاهرة من حيث نتائجها وغض الطرف عن أسبابها، هو أحد مظاهر الخلل في حل هذه المعضلة، لأن هناك أسبابا وعوامل ينبغي أن نكون صرحاء ونعترف بوجودها. هناك انفلات خلقي وعدم القيام بواجب التربية كما ينبغي بالنسبة لكثير من الآباء وهناك فقر في التوعية. للأسف هناك تقصير كبير من قبلنا جميعا، فالإعلام والفقهاء والخطباء والأساتذة والمعلمون والوالدون، تراجع دورهم في التوعية والتحذير والمتابعة في مجال التربية، ولذلك قلت إن انتشار الإجهاض السري من نتائج هذا التقصير. < أولا يجب أن نتفق على أن الإجهاض جريمة في حق أجنة وقتل للأبرياء. لا أريد الدخول في التفاصيل لأن هناك إجهاضا قبل 42 ليلة، "يعني قبل زرع الروح أم هو إجهاض بعد زرع الروح؟"، وهل الإجهاض ناتج عن توصية طبية وعلمية وأيضا هل الجنين سيكون مشوها خلقيا، أم أنه ابن زنا المحارم أم ضحية اغتصاب وما إلى ذلك. ولكن قبل الحديث عن هذه الأمور فإن هناك تفصيلا في هذا الإجهاض، فما بعد زرع الروح يعتبر عملية قتل لإنسان بريءهي جريمة قتل ليس إلا وانتهى الأمر. < الإجهاض قبل زرع الروح، إما أن توصي به المصالح والدوائر المختص باعتبار أن المجلس العلمي الأعلى بصفته الجهة الوحيدة المخول لها الإفتاء وهي مؤسسة دستورية يرأسها أمير المؤمنين، حسم في الموضوع وأجاز عملية الإجهاض في عدة حالات، من بينها تشوه الجنين في خلقته وجيناته وزنا المحارم والاغتصاب وغيرها من العوامل المحددة. ولكن السؤال عندما تخاف فتاة ما من الفضيحة ووالديها ومن العنف والتعرض للقتل من قبل عائلتها، وانطلاقا من هذا الخوف فهي تبحث عن أي طريقة لإسقاط جنينها، حتى لا يعلم الآخرون وينفضح أمرها فتذهب المسكينة إلى هنا وهنالك إلى أن تصل إلى وكر تمارس فيه عمليات الإجهاض ضد القانون وفي غياب شروط السلامة والمعايير الصحية وهنا بالذات تقع المأساة. < الجمعيات الحقوقية وكذا الذين ينادون بتقنين الإجهاض وشرعنته، في تصوري ينظرون من منظار آخر. صحيح أن الجانب الإنساني حاضر باعتبار أن الفتاة الحامل يمكن أن تقتل أو تتشرد أو تتعرض للتشهير والسب من قبل أفراد المجتمع وغيرها من الاعتداءات. وانطلاقا من هذا الجانب الإنساني ظهرت دعوات إلى شرعنة هذه الجريمة وأن يكون ذلك في واضحة النهار وبالقانون وفي المستشفيات الحكومية وغيرها. وانطلاقا من الحفاظ عل أرواح الأبرياء أسأل المنتمين إلى هذه الجمعيات، هل الإجهاض جريمة أم لا؟ فإذا اتفقنا على أنه ليس جريمة فهنا انتهى الكلام. لكن لمن يقول لي إنها جريمة فلنتفق على أنها كذلك ومن ثم ننتقل إلى مستوى آخر وهو كيف يمكن معالجتها. < في تقديري الإجهاض جريمة وفي تقدير المجلس العلمي الأعلى جريمة وكذلك في نظر الفقه الإسلامي، ولهذا فالجرائم لا يمكن تقنينها. السرقة واقع ولكن لا يمكن أن نقننها والرشوة كذلك ومختلف الجرائم الأخرى من مخدرات ودعارة وقتل وهجرة سرية. ولذلك هل لأن الإجهاض واقع ينبغي أن نقننه؟ لا أظن أن هناك عاقلا يقول بتقنين الجريمة والإجهاض جريمة ينبغي أن نتعامل معها بالقانون بدراسة الأسباب. أجرى الحوار : محمد بها

الفيـزازي: يجب معالجة الأسباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاولة انتحار داخل مخفر درك برشيد

إدانة مفتعلي الشغب الرياضي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات