فرنسي يقاوم لإنقاذ مشروعه

تعرض لمختلف المضايقات وأجبر على مقاضاة بنك قرر فرنسي الاستثمار في المغرب، بإنشاء مشروع عقاري عبارة عن فيلات صغيرة ببوسكورة. ظل منذ 2009 يمني النفس بتحقق المشروع، للانتقال إلى آخر، لكنه وجد نفسه في الأخير ليس خبيرا في الاستثمار، بل خبيرا في المساطر القضائية المتعلقة برفع الحجز والشكايات والتجول بين مكاتب المحامين والمحاكم، ليحقق جزءا من أحلامه التي راودته قبل سنوات. أخيرا رفع قضية ضد البنك، تجري بالمحكمة الزجرية للبيضاء، يتهم فيها الرئيس المدير العام للمؤسسة البنكية بتهم النصب والاحتيال وعرقلة الممارسة العادية لنشاط اقتصادي وعدم تنفيذ عقد، وحمل الغير على الإدلاء ببيانات كاذبة، والتأثير على خبير والمشاركة، مع تحديد مطالب مدنية مؤقتة محددة في مليار سنتيم، والأمر بإجراء خبرة حسابية وتقنية للوقوف على الخسائر التي تسبب فيها البنك، لتحديد التعويض المستحق. في تعليقه لـ"الصباح" عن مسيرته بين الأشواك التي اعترت طريقه نحو تحقيق حلمه قال رولان: "أنا ضحية البنك الذي سرق 10 سنوات من حياتي وتسبب لي في مشاكل مالية، كما سعى إلى دفعي إلى ترك الجمل بما حمل". كانت البداية هي البحث عن أراض للاستثمار، فوقع الاختيار على بوسكورة، وبدأت الدراسات وتحديد التكاليف، لينتقل بعد ذلك إلى إبرام العقود مع أصحاب العقار ثم البحث عن تمويل بنكي، ليستقر على اختيار مؤسسة بنكية، قدم له مسؤولوها كل الشروحات ووعدوه بأنه سيجد فيهم السند لتحقيق الحلم. توصل بالدفعة الأولى من القرض وشرع في التنفيذ، كما أطلق حملة إعلانية لإشهار المشروع الجميل، فاستقطب المشترين وبدأ في إنجاز الالتزامات وتسلم التسبيقات. لم تسر سفينة رولان الفرنسي، كما اشتهى وخطط، بل بدأت العراقيل، وتأخرت الدفعة الثانية، ليدخل في متاهات مع البنك، انتهت بعقد بروتوكول على جدولة الدين، ما لبثت أن تحولت إلى دخول شخص آخر، أنزل بالمظلة وباتفاق مع البنك لتسيير المشروع ووضعه على السكة الصحيحة. ولم يكن هذا الشخص إلا صاحب شركة معروفة بالفضيحة العقارية التي أتت على أحلام مهاجرين ومغاربة، بعد اكتشاف عملية النصب الكبرى عليهم. خاض رولان معارك قضائية من أجل استعادة مشروعه والتحكم فيه، قبل أن يعتقل المسير الذي تفجرت فضيحته العقارية، ليجد الفرنسي نفسه أمام البنك، في عمليات تعلقت بانتزاع حقوقه وبيعها في المزاد العلني، اعتمادا على بيانات القرض وأقساطه وفوائده. يحلل رولان مطالب البنك المقدمة إلى المحكمة لبيع العقار، ويضع الأصبع على إقحامات وإضافات وتجاوزات، ظل ينادي بها دون جدوى. أكثر من ذلك أن شريكته الفرنسية لم تفهم شيئا مما وقع، سيما عندما اعتمد البنك على خبرة مزورة لبيع العقار. بعد اكتشاف تزوير الخبرة، أدرك الفرنسي رولان وشريكته، أن شركتهما العقارية، التي كانت تنجز تجزئة تتكون من فيلات بمنطقة بوسكورة، مهددة جديا وأنهما سيخرجان خاليي الوفاض، بعد ضياع رأسمالهما، ليقررا مقاضاة البنك. يتذكر رولان مسيرته مع المشاكل التي انطلقت بداية بعرقلة تنفيذ عقد قرض أنجز بين المستثمرين والبنك، وانتهت بالتأثير على خبير لدفعه إلى تزوير خبرة، كانت حاسمة في عرض العقار على المزاد العلني وبيعه قضائيا لفائدة البنك نفسه. ويعزو الفرنسيان المآل الذي وصل إليه استثمارهما إلى عدم التزام البنك بالعقد المبرم مع شركتهما، سيما في الشق المتعلق بالشروط والالتزامات، واعتماده ذرائع وأسباب واهية للتملص والتحلل من التزاماته، واختلاق وقائع لا تمت بصلة للحقيقة، للإضرار بهما، باستغلال ماكر قصد الاستيلاء على أموالهما ومشروعهما، عن طريق عرضه بالمزاد العلني بثمن بخس، بناء على أوامر المدير العام للبنك المشتكى به. كما أن المؤسسة البنكية، حسب تصريحات الفرنسي وشريكته، نهجت أسلوبا للي ذراع الشركة العقارية، باختلاق مشاكل لها، سواء مع الزبناء الذين دفعوا تسبيقات لاقتناء فيلات، أو بالنسبة إلى الأغيار ممن يزودون المشروع بمواد البناء والعمال. ولم يرفع المستثمران الفرنسيان شكايتهما ضد البنك إلا بعد أن سبرا مجموعة من المساطر القضائية، ضمنها رفع دعوى ضد الخبير الذي أنجز الخبرة المفضية إلى تحديد ثمن البيع البخس بأربعة ملايير و484 مليون سنتيم، وهو ثمن أقل من الثمن الافتتاحي الذي كان محددا في أزيد من 9 ملايير، وإنجاز خبرة تظهر أن قيمة البنايات والعقار المقام عليه المشروع، تفوق المبالغ المتوصل بها من البنك. واستعانا بحكم قضائي يدين الخبير بالتزوير لتعمده التبخيس من المشروع وعدم اعتماد الأثمان الحالية، وكذا إنجاز تقريره بناء على إملاءات مسؤول البنك ومحاميه، ما أدى إلى حذف 11 فيلا في الخبرة المعتمدة في المحكمة التي أمرت بالبيع بالمزاد العلني. ويختم رولان أن سلوكات البنك لم تتوقف عند ذلك الحد، بل امتدت إلى عقار ثان حاول جاهدا أن تنجز عليه مساطر البيع بالمزاد العلني، رغم أن البنك تسلم مبلغ المديونية، ما يضعه أمام المطالبة بدين انقضى بالوفاء، ويحوله إلى معرقل للاستثمار بنهج أساليب العرقلة والاحتيال للتسبب في الاستيلاء على المشروع الاستثماري. المصطفى صفر

فرنسي يقاوم لإنقاذ مشروعه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملـك يعجـل بالميثـاق

عاشور يطرح "طبعي عارفاه"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات