أصدر مجموعة قصصية بعنوان «ذات أحد بالقرب من شمال بعيد» أصدر الكاتب والشاعر مبارك حسني، أخيرا، مجموعة قصصية اختار لها عنوان "ذات أحد بالقرب من شمال بعيد" عن منشورات "إديسيون بلوس" بالبيضاء. وتعد هذه المجموعة سادس إصدار تخييلي للكاتب الذي يزاوج بين الشعر والنقد الفني والكتابة السردية باللغتين العربية والفرنسية. وتدور وقائع النصوص، حسب الورقة التقديمية الخاصة بها، في أماكن متعددة بين المدينة والجبل، بين أوربا والمغرب، وتجلو أحداثها أزمنة موافقة. وكل الشخصيات تخضع لمصائر تحاول أن تجابهها بقدر من التحدي، لكن مع توخي سخرية قدرية تتحكم في تناغمات الحياة واختلالاتها. وتتابع الورقة أن قصة مبارك حسني "تجاور الكشف والتجربة، مع ولاء خاص للقاعدة القصصية لكل كتابة تخييلية تبغي خلق الأثر الذي يشرع أفق الفكر على شتى الاحتمالات، دون أن تغرق في المجانية. فالأسلوب المتبع هنا، كما في كتب الكاتب الأخرى، يعتمد على الكلمة والجملة التي تؤدي دورها، في الفضاء واللحظة التي تنخلق فيها ولها". وتضم المجموعة جزأين حسب الفضاءات المتخيرة، قصصا بعناوين مختلفة من قبيل "ذات أحد بالقرب من شمال بعيد"، و"رجل بين امرأتيـن"، و"رسائل عادية"، و"دم في ميلانو"، و"دروس الدونخوانية"، و"رجل بلا وجه"، و"أفعى تسبح في فراغ محصور" ثم قصص "برائحة السمو" و"الناقة التي لا تعرف العاطفة البليدة"، و"في أحيدوس ينفلت الممكن"، و"ليلة المطاردة في آيت تامر"، و"كلام في ظرف أصفـر"، و"إيدير والفقيه"، و"عقرب"، و"أوراق من علوة مزاب". وكتب الناقد محمد علوط عن المجموعة قائلا إنها " مجموعة قصصية تتنفس الإبداع برئات خالية من نيكوتين وربو المخيلة." ومما جاء على ظهر الغلاف "... لا، لم يكن الأمر كذلك البتة. هو جد في جد. أمر مبيت ومفكر فيه حقيقة لا خيالا. ومن تدبير مدبر، فلن تمر سوى أيام قليلة حتى قدم له ساعي البريد علبة أمام باب منزله، في الوقت الذي كان يستعد لمغادرته والذهاب خارجا. كان الجو يحار ما بين الرمادي والصافي. ليس حارا ولا شتويا، كان محايدا. وقف كما المرتين الأوليين، وظل ممسكا عن فعل أي عمل. كانت الحيرة بلغت مبلغها في ذاته. تهيبا من فتح العلبة. اتضح فعلا أن الأمر جـدي بـدون أدنى شك أو ريب. لكن وكما يحدث دوما في هذه الحالات، كان الفضول قويا." عزيز المجدوب