اجتهاد جماعي أعاد طرح قضايا عكست مستوى اهتمامات الشباب بالسياسات العمومية بعدما شكل حضور قضايا الشباب داخل مواقع التواصل الاجتماعي، حيزا كبيرا من نقاشات "الفيسبوكيين" إلى حد تحولت السياسات العامة والأحداث الاجتماعية والاقتصادية التي تهم هذه الفئة النشيطة في المغرب، إلى موضوع يتصدر "تراند" الفضاء الأزرق. وتفاعلا مع القضايا الراهنة التي تهم فئة الشباب في نقاشاتهم اليومية في "فيسبوك" الذي أضحى برلمانا افتراضيا للترافع حول قضايا الوطن وكذا مجمل المواضيع التي تهم شباب المغرب، قرر مجموعة من الشباب الباحثين والمختصين في قضايا مختلفة المساهمة بمقالات تحليلية، تحت إشراف لجنة علمية تتكون من دكاترة في مختلف التخصصات لاختيار كل المواضيع والمقالات المقترحة، بالإضافة إلى مساهمتهم الشخصية بمقالات علمية لإغناء مؤلف جماعي. وتفعيلا للعمل التأطيري والتوعوي الذي تقوم به حكومة الشباب الموازية ووعيا من شباب المبادرة بأهمية النقاش العمومي حول قضايا السياسات العمومية، وفي إطار التنسيق المشترك مع المعهد المغربي للسياسات التنموية، أصدرت المؤسستان الشبابيتان كتابا جماعيا بعنوان: "الشباب المغربي وقضايا الوطن". ويعتبر الكتاب ثمرة مجهود جماعي لمجموعة من الشباب الباحثين والفعاليات المهتمة بالشأن السياسي والشبابي بغاية المساهمة في النقاش الوطني حول مجموعة من القضايا المطروحة على الساحة السياسية الوطنية خلال السنتين السابقتين والتي طغت عليها جائحة كورونا وما تلاها من آثار على مستويات عدة، اجتماعية واقتصادية. وأعاد الكتاب الجماعي طرح قضايا راهنية عكست مستوى اهتمامات الشباب المغربي بالسياسات العمومية والترابية، من خلال زوايا التحليل المتعددة الجوانب، التي تأثرت بشكل كبير بالوضعية الوبائية لفيروس "كورونا"، بحيث يشكل الكتاب مرجعية علمية شبابية تدل على الالتزام العلمي والسياسي لمجموعة من الشباب، الذين تناولوا العديد من المحاور المركزية ذات الصلة بالسياسات العمومية خصوصا تدبير أزمة وباء كورونا، ويحاول أن يطرح الشباب الباحث أجوبة علمية عن بعض الإكراهات التي عاشها المغاربة خلال السنتين الماضيتين، حيث تسعى مقالات الباحثين إلى تفكيك بعض قضايا الوطن في علاقتها بالمنظومة الوطنية والدولية، كتناول سؤال جوهري حول هل سيؤدي تفشي فيروس كورونا إلى ميلاد نظام عالمي جديد؟ وأيضا ملف أزمة الدولة في ظل العولمة. وتسعى مقالات الباحثين من خلال هذا العمل الجماعي الذي قام بتنسيق و تجميع وإعداد محاوره كل من إسماعيل الحمراوي، رئيس حكومة الشباب الموازية والدكتورة فتيحة الطالبي رئيسة المعهد المغربي للسياسات التنموية، إلى طرح بعض الأفكار النظرية من خلال تحليل الوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية من زوايا متفرقة ومنهجيات علمية واضحة ويجتهد في تقديم بعض الحلول الممكنة لتجاوز الاختلالات التي واجهت المغرب في سياق أزمة غير مسبوقة تداعياتها مستمرة وقابلة للتزايد خلال السنوات المقبلة. ولم يفت المساهمين في كتاب الشباب المغربي وقضايا الوطن التأكيد على أهمية آفاق النموذج التنموي المنشود وقدرته على تقديم أجوبة سياسية واقتصادية واجتماعية تقطع مع الأعطاب البنيوية، التي يعرفها المغرب، وهو الكتاب الذي حظي بتفاعل مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للتعليق على مضامينه ومقترحاته التي جاء بها لفائدة فئة مهمة في المجتمع. محمد بها