المحفظات فوق صفيح ساخن

استياء من ارتفاع أثمنتها ومواطنون يجبرون على الاستسلام أجمع العديد من الآباء على أن سعر الحقائب المدرسية لهذه السنة يعتبر مبالغا فيه إلى حد كبير، خاصة أن أسعارها ارتفعت كثيرا مقارنة مع السنة الماضية. وعبر عدد من الآباء عن استيائهم من الارتفاع المهول في أسعار الحقائب المدرسية، إذ ستزيد من ثقل عبء المصاريف التي يتعين عليهم دفعها مع حلول الموسم الدراسي الجديد. وتعرض كثير من المحلات الواقعة وسط العاصمة الرباط أشكالا متعددة من الحقائب المدرسية، التي بدأ الإقبال عليها، خاصة مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، لكنه إقبال بطعم مختلف مادامت الأسعار تلهب جيوب الآباء. «يستغل كثير من أصحاب المحلات فترة الدخول المدرسي لفرض أسعار مرتفعة جدا لبيع الحقائب المدرسية، وهذا أمر يتطلب تدخل الجهات المسؤولة لحماية المستهلك من التضرر المالي، سيما أنه ملزم أيضا باقتناء مستلزمات أخرى من كتب مدرسية وملابس وأداء رسوم التسجيل"، يقول عبد العظيم، الذي كان بصدد دفع مبلغ ألف وأربع مائة درهم لاقتناء محفظتين من الحجم الكبير. «فوجئت حين قال لي صاحب المحل أن سعر الحقيبة المدرسية الواحدة من النوع الذي اقتنيته يبلغ 850 درهما، والتي كان سعرها السنة الماضية في حدود 500 درهم، إنها زيادة كبيرة جدا ولا أدري ما هي المعايير التي تم اعتمادها لذلك من قبل صاحب المحل»، يقول عبد العظيم، الذي نجح في خفض مبلغ 150 درهما للمحفظة الواحدة واقتنائها ب 700 درهم. «وجدت نفسي أمام خيارين كلاهما مر، لكن كما يقول المثل المغربي «ما عند الميت ما يدير قدام غسالو»، هكذا وصف عبد العظيم الوضع، الذي فرض عليه بسبب غلاء سعر الحقائب المدرسية. من جانبها، عبرت مريم، ربة بيت عن استغرابها لارتفاع أسعار الحقائب المدرسية، قائلة "لا يمكن أن أقتني حقائب مدرسية بهذا السعر، إن إمكانيات زوجي المالية لا تسمح بذلك، خاصة أنه لدينا ثلاثة أطفال". وبعد اطلاع مريم على مختلف أسعار الحقائب المدرسية، التي كان أقلها سعرا 330 درهما، لكن جودتها، كما أوضحت مريم لم تكن مقنعة، قررت أن تغادر المحل ويحمل أبناؤها خلال السنة الحالية الحقائب نفسها للسنة الماضية، التي مازالت وضعيتها تسمح باستغلالها سنة إضافية. وتقاسمت زينب الرأي مع مريم، مؤكدة أن أسعار الحقائب المدرسية مرتفعة جدا هذه السنة مقارنة مع السنوات الماضية، موضحة "في الواقع شعرت بصدمة كبيرة لأنه لم أتوقع كل هذا الارتفاع، خاصة أن أغلب الآباء من ذوي الدخل المحدود مروا بفترات صعبة تمثلت في تكاليف عيد الأضحى وقضاء العطلة الصيفية ثم حاليا الدخول المدرسي". وقال إبراهيم، صاحب محل لبيع الحقائب المدرسية بالرباط، إن الأسعار التي يعرضها تتفاوت من حيث جودة وحجم المنتجات، موضحا أن كل زبون يقتني ما يناسب إمكانياته المالية. «أغلب السلع التي أعرضها هذه السنة تعتبر متبقية من السنة الماضية، كما أن شراءها من البيضاء يدفعني إلى رفع السعر" يقول إبراهيم، الذي قال إن الحقائب العادية، التي تحمل على الأكتاف ولا يمكن جرها، يبدأ سعرها ب230 درهما، كما توجد حقائب مكونة من ثلاث قطع (حقيبة، مقلمة وحقيبة صغيرة للوجبات الغذائية"، والتي تعرض ب350 درهما، كما أن الحقائب الباهظة تهم فئة من الزبائن الباحثين عن الجودة. ويعتبر بعض الآباء أن الحقائب المعروضة بسعر 350 درهما ليست ذات جودة كبيرة، إذ يمكن في أي لحظة أن تتعرض للتلف نتيجة الثقل الكبير وعدد الكتب التي توضع داخلها، وبالتالي مع مرور بضعة أشهر على انطلاق الدراسة سيتعين عليهم اقتناء حقيبة أخرى، كما هو شأن صلاح، الذي كان بصدد التفاوض مع صاحب المحل لتخفيض سعر الحقيبة من النوع الجيد. وفي الوقت الذي يقبل فيه بعض أصحاب المحلات التفاوض بشأن أسعار الحقائب المدرسية، فإن محلات أخرى تضع مسبقا إعلانا تؤكد فيه أن السعر محدد ولا يمكن تخفيضه. أمينة كندي --

المحفظات فوق صفيح ساخن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مستشفى محمد الخامس بالجديدة ... السكتة القلبية

خروقات بشركات الأندية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات