الأعراس المغربية…بين الأمس واليوم

يمر العرس بخنيفرة بعدة مراحل تعكس كل واحدة منها التشبث بالعادات والتقاليد الأصيلة، التي مازال كثير منها يوجد إلى حدود اليوم من خلال توارثه بين الأجيال. وتنطلق أولى مراحل العرس بخنيفرة بالخطوبة، أو ما يعرف ب "أسومغ ن ونزى"، التي تعني تبليل مقدمة الشعر أي رشم الفتاة لمدة معينة تمتد من سنة إلى سنتين. وكان قديما يستدل ب"ثاونزى" أي بقصة شعر، لما له من مدلول ثقافي ورمزي ذي قيمة رفيعة سواء في علاقته بمميزات المرأة وجمالها أو لما لكلمة "أدلال" أي الشعر الطويل للعروس، من رمز "البركة"، فصاحبته، هي التي تدخل إلى بيت زوجها فتغير الوضع ويحل الغنى محل الفقر وتسود الخصوبة فيعم الرخاء والفرح ويذهب الحزن. أمينة كندي خنيفرة... تشبث بالعادات ولتنظيم حفل الزفاف تقوم عائلة العريس بعدة تحضيرات قبل الذهاب إلى بيت العروس بعدد من الهدايا تتجلى في السكر والحناء والزعفران الحر والقرنفل وبعض الملابس مثل "لزار"، وهو وشاح من ثوب "الثليجة" أو غيرها مع "السبنية" الحريرية والبلغة من الجلد و"التحتية" ومجموعة من الملابس الخفيفة، إضافة إلى الكبش الذي يكون من النوع الجيد. ويذهب العريس وأهله وأصدقاؤه وجيرانه حاملين الهدايا فيستقبلهم أهل العروس وصديقاتها وجيرانهم بالزغاريد والأهازيج، التي تعبر عن فرحتهم ورضاهم عن هذا الزواج، وهم يدقون الدفوف. ويعرف بيت العروس أو كما يطلق عليه "خيمة العروس" داخل "الدوار" بأنها تعيش مناسبة زواج من خلال "لعلام"، وهو عبارة عن قصب طويل يعلق فوق باب منزلها به ثوب أبيض وباقة من نبات النعناع ومرآة صغيرة. ولا يمكن أن تتم مراسم الزواج دون تنظيم وليمة للضيوف من أهل العروس، وبعدها تقرأ الفاتحة بحضور فقيه من "الدوار"، وأعيان القبيلة حتى يكونوا شهودا على الزواج، فيتم الاتفاق على صداق العروس، الذي يتكون عند القبائل الأمازيغية من عدة أشياء، مثل الحلي من الفضة الخالصة ومبلغ مالي غير مبالغ فيه، يقتني به أهل العروس لابنتهم تجهيزا يسمى "أروكو"، يتكون من أفرشة وأغطية منسوجة، مثل الزرابي والحنبل والحنديرة. قبل أسبوع من موعد الزفاف أو كما يطلق عليه "تمغرا" تبدأ التحضيرات للحفل، فيبدأ أهل العريس والعروس بتنظيف الزرع المحتفظ به في "المطمورة"، وهي حفرة عميقة لتخزين المحصول الزراعي، ويتم ذلك بمساعدة فتيات الدوار والجيران، فيطحن وينخل ويهيأ لإعداد الخبز والكسكس. وفي منزل العروس تدق الحناء في مهراز خشبي من طرف والدتها وخالاتها، كما يدق "الكحل" وتنحر الأكباش ويتم تحضير أطباق الكسكس وغيرها لاستقبال الضيوف وعائلة العريس وسط طقوس معينة وفي أجواء تعكس الفرح والبهجة. وتطل العروس على الضيوف في أبهى حلة تعكس التشبث بالعادات والتقاليد الأمازيغية، في حفل تقدم فيه فرق أحيدوس فقرات فنية تتغنى بالمناسبة. أمينة كندي

3سنوات لجانح بمكناس

إيقاف مبحوث عنه متهم بالقتل

مقالات ذات صلة