شركات عقارية حصلت على نصف «هبة» بأسعار زهيدة وعقود وقعت في يوم واحد تعرضت ممتلكات البيضاء إلى واحد من أكبر عمليات بيع من الباطن، تعبأ لها أشخاص وخبراء ومنتخبون، واستفادت منها أكثر من 20 شركة عقارية مسجلة ومسيرة من قبل امرأة واحدة من مواليد 1993. وحصلت "الصباح" على وثائق بيع حصص من هبة مشتركة بين جماعة البيضاء وبلدية "أونتريك" بفرنسا، تركها أحد المعمرين الفرنسيين، مناصفة بين المدينتين، قبل وفاته في 1953. وتضم الهبة عشرات الهكتارات من العقارات ومباني وعمارات وفيلات في البيضاء وفرنسا والرباط ومدن مغربية أخرى، إضافة إلى أملاك عينية وسيارات ولوحات زيتية أصلية، وألواح ذهب وساعات، مازالت عهدة في بنك مغربي إلى حد الآن. وحسب المعطيات نفسها، فإن المعمر إميل إيرو، أحد الفرنسيين المعروفين في المجال السياسي والإعلامي في أربعينات وخمسينات القرن الماضي بالبيضاء، ترك خلفه وصية في شكل هبة، يتنازل فيها عن جميع ممتلكاته المحفظة إلى جماعة البيضاء وأخرى بفرنسا مناصفة. وارتبط اسم إيميل إيرو بالصحافة التي كانت تصدر بالبيضاء، خصوصا "لافيجي ماروكان" و"لوبتي ماروكان"، إضافة إلى أنشطته السياسية لفائدة الإدارة الفرنسية وكانت سببا في الترصد له وقتله قرب منزله بزنقة "ناسيونال"، من قبل مجموعة من الفدائيين يقودهم المقاوم إدريس لحريزي. وبينما كان البيضاويون منهمكين في انتخابات 2021، كان هناك من وضع يده على كنز من الوثائق والمستندات والملفات والرسوم العقارية وبيانات دقيقة عن العقارات والأراضي والفيلات التي تركها "إميل إيرو"، وعقد العزم على شراء حصة 50 في المائة التي تركها المعمر لفائدة بلدية "أونتريك". وفي غفلة من الجميع، أسس أشخاص شركات بأسماء مختلفة تنتهي كلها بـ"أنفست"، أي استثمار، وقاسمها المشترك أنها تحمل اسم امرأة واحدة من مواليد 1993 تتحدر من طنجة، وتقطن بالمعاريف، حيث أسست جميع شركاتها وحصلت على سجلات تجارية بالمحكمة التجارية بالبيضاء. وضبطت جماعة البيضاء، في شخص النائب الثاني المفوض له تدبير الممتلكات، إلى حد الآن، ست عمليات شراء حصة 50 في المائة التي كانت في اسم البلدية الفرنسية، أنجزت (أي العمليات) في يوم واحد تقريبا، وهو 21 يونيو 2021، أي على بعد أقل من شهرين من انتخابات شتنبر 2021. ومن بين العقارات التي تم اقتناؤها عن طريق موثق من مسؤولين "ببلدية أونتريك"، عقار المسمى "دومينيك" بشارع أنفا (رسم عقاري عدد 145055/سي) تبلغ مساحته 836 مترا مربعا، عبارة عن فيلا وبعض مرفقاتها، إذ وصل ثمن البيع إلى 130 مليون سنتيم فقط في المثلث الذهبي بالبيضاء. ووقع العقد في فرنسا في 21 يونيو 2021 وفي المغرب في 13 غشت من السنة نفسها باسم شركة تسيرها المرأة المشار إليها، وفي اليوم نفسه تم التوقيع أيضا على اقتناء عقار بمنطقة بوسيجور تبلغ مساحته 4058 مترا مربعا بـ400 مليون سنتيم فقط، في اسم شركة أخرى تسيرها المواطنة المغربية نفسها. وانتقل فريق "الانتقاء" التي تقوده هذه المرأة، إلى الرباط، حيث حصل على معلومات خاصة بعقار تحت اسم كريستين، بزنقة البريهي بالرباط تبلغ مساحته 168 مترا مربعا، تم شراؤه في اليوم نفسه من قبل شركة عقارية في اسم آخر لكن تسير من قبل المرأة نفسها (ه.ه)، بسعر 20 مليون سنتيم. وهناك أيضا العقار المسمى مزاب، أو "لاكاراج"، الموجود بمقاطعة أنفا، وهو عبارة عن أرض عارية تبلغ مساحتها، 879 مترا مربعا، اقتنيت بـ90 مليون سنتيم فقط. يوسف الساكت