منتخبو جماعة البيضاء توصلوا بـ 260 صفحة باللغة الفرنسية تحدد مصير 4 مقاطعات يصادق مجلس مدينة البيضاء، في 23 غشت الجاري، على مشاريع أربعة تصاميم تهيئة من أصل 16 تصميما، ستعتبر، من هذا التاريخ، بمثابة وثائق مرجعية أساسية في التعمير والبناء والتنمية والتخطيط، وقاعدة بيانات نهائية لرسم برامج وأولويات السكان. وتوصل أعضاء الجماعة، قبل أيام، بحزمة كبيرة من الوثائق يصل عددها إلى 260 ورقة، عبارة عن فصول وبنود وتعريفات وتنطيق محررة بلغة فرنسية مغرقة في التفاصيل التقنية، التي تتطلب عدة شهور لفك طلاسمها. وتعقد لجنة التعمير وإعداد التراب اجتماعا لدراسة والمصادقة على هذا الكم الكبير من الوثائق والبيانات والأرقام والمرجعيات، في غياب عدد كبير من المنتخبين الذين يوجدون خارج البيضاء، أو خارج المغرب، لقضاء عطلتهم السنوية. وإضافة إلى المنتخبين، الذين يوجدون في عطلة، هناك أيضا الموظفون وبعض رؤساء الأقسام الذين يستفيدون أيضا من الراحة السنوية نفسها في هذا الشهر الذي يتزامن مع فصل الصيف، مع كل المخاطر بعرض هذه الوثائق على الدراسة، دون الاهتداء بعروض أولية ذات صيغة توضيحية من قبل أطر الإدارة الجماعية. وتساءل منتخبون عن أسباب برمجة دورة استثنائية للمصادقة على وثائق تعمير بهذه الأهمية في شهر العطل والصيف، في الوقت الذي كان ممكنا تأجيل الموضوع إلى الدخول الجماعي المقبل. وشدد المنتخبون على حساسية مثل هذه الوثائق، مؤكدين أن تصميم التهيئة هو وثيقة التعمير القانوني التي تحدد حق استخدام الأرض على مستوى المجال الذي يطبق فيه، وهو الأداة التي تحول توجهات المخطط التوجيهي للتنمية الحضرية، إن كان موجودا، إلى تعليمات قانونية ملزمة للإدارة والعموم. وأكد المنتخبون أن هذا التعريف الذي حدده المشرع لتصميم التهيئة، كاف ان يثير في الجميع الرعب، وينتبهوا إلى التوقيت وطبيعة النقاش والتداول الذي ينبغي أن تحظى به هذه الوثيقة في مجلس الجماعة، سيما أن تصاميم التهيئة التي سيصادق عليه (بهذه السرعة والارتجال)، ستحكم مصير أربع مقاطعات لـ10 سنوات مقبلة. ويهدف تصميم التهيئة، من بين أهدافه الكبرى، تخصيص مختلف المناطق بحسب الغرض الأساسي الذي يجب أن تستعمل له، أو طبيعة النشاطات الغالبة التي يمكن أن تمارس فيها، بإحداث مناطق سكنية وصناعية وتجارية وسياحية على سبيل المثال. كما يحدد التصميم المناطق التي يحظر فيها البناء بجميع أنواعه، وحدود الطرق (المسالك والساحات ومواقف السيارات) الواجب الحفاظ عليها أو تغييرها، أو إحداثها. ويهتم التصميم أيضا برسم حدود المساحات الخضراء العامة (الأماكن المشجرة والحدائق والبساتين) وميادين الألعاب والمساحات المباحة المختلفة كالمساحات المخصصة للتظاهرات الثقافية والفلكلورية الواجب الحفاظ عليها أو تغييرها أو إحداثها، ثم حدود المساحات المخصصة للنشاطات الرياضية الواجب إحداثها، والمواقع المخصصة للتجهيزات العامة كتجهيزات السكك الحديدية وتوابعها والتجهيزات الصحية والثقافية والتعليمية والمباني الإدارية والمساجد والمقابر، ثم المواقع المخصصة للتجهيزات الجماعية والمنشآت ذات المصلحة العامة التي يتولى إنجازها القطاع الخاص، كالمراكز التجارية والترفيهية. يوسف الساكت