مقتل إلياس وهروب زوجته

المجاطي... من الملالي إلى البغدادي (الحلقة الأخيرة) إعلان إنهاء سيطرة التنظيم الكاملة على أراض في العراق تفتح "الصباح" من خلال هذه السلسلة قصة أم آدم المجاطي وابنها إلياس، وتتعقب "مغامراتهما" بعد التحاقهما بالتنظيم الإرهابي داعش من خلال كتاب "رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي" للباحث والإعلامي مصطفى الحسناوي. السلسلة ترصد مسار الأم وابنها، وتجعل قصتهما، مدخلا لمقاربة ورصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية لدى التنظيمات الإرهابية،كما أن السلسلة مساهمة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية. إعداد: عزيز المجدوب بعد المحادثة التي أخبرني فيها إلياس عن خطر يتهددهم، وعن الوضع الداخلي للتنظيم، ترك لي رسالة يوم 9 غشت 2018، كانت آخر رسالة، حيث توقفت كل حساباته على تطبيقات التواصل التي كان يستعملها. الرسالة كانت تقول إن التنظيم هو من قتل تركي البنعلي، وتم تقزيم مؤسسته التي أنشأها تحت اسم "ديوان البحوث والإفتاء والدراسات"، وكان يشتغل بها ثمانون من المنظرين والمفتين الشرعيين، تم اعتقال أغلبهم ووضعهم في السجن، وتغيير اسم الديوان إلى اسم هيئة، يشتغل بها سبع وعشرون موظفا، ثم إلى مكتب يشتغل به أحد عشر موظفا، ثم اللجنة المنهجية، وعينوا على رأسها أبا حفص الودعاني الكويتي وأبا زيد العراقي، ومعهم أبا مرام الجزائري وأبا داود المغربي وأبا أحمد الفرنسي وأبا أنيسة الداغستاني. أصبح أبو حفص الودعاني يكفر البغدادي وكل معاونيه وكل أتباع التنظيم، ولايستثني إلا قلة ممن هم على معتقده. كانت هذه هي الرسائل التي تركها "إلياس" واختفى هو وعائلته. فهل كان يمهد ليخبرني بأسرار أخرى؟ لا أدري. هل تم اكتشافه وهو يتواصل؟ هل هرب...؟ لا أدري. اختفى "آل المجاطي"، وقطعوا اتصالاتهم معي، تاركين أجوبة كثيرة عن أسئلة المتطرفين المحيرة، فقد كانت مسيرتهم اختبارا وتمحيصا لمشروع داعش وخطاب التطرف بشكل عام، وكان تراجعهم وندمهم وخوفهم كشفا لزيف شعاراته وخطبه.اختفوا وتركوا قصة حياتهم، درسا وعبرة. بعد سنة من آخر رسالة توصلت بها من "آل المجاطي"، وبالضبط في غشت 2019، حصلت على معلومة غاية في الأهمية، مفادها أن "أم آدم" كانت في الباغوز، وأنها لم تقاتل ولم تهرب ضمن الدواعش الهاربين مع أمرائهم، كما توقعت تماما، وأنها سلمت نفسها لقوات سوريا الديمقراطية، في الفترة بين فبراير ومارس 2019، ليتم وضعها في مخيم "الهول"، مع مجموعة من الداعشيات، منهن المستسلمات ومنهن اللواتي تم اعتقالهن وهن هاربات أو تقاتلن. بقيت "أم آدم" مستهدفة من طرف الداعشيات، اللواتي اعتبرنها خائنة ومرتدة وعميلة، وحاولن قتلها بإشعال النار في خيمتها، فتدخل الأمريكيون، ونقلوها لمكان آمن، حفاظا على سلامتها، ولاتزال لحد كتابة هاته الأسطر، تحت حماية الأمريكيين. (غشت 2019). رواية أخرى قدمتها لي صديقة مقربة من أم آدم، ففي اتصال لي بها في أكتوبر 2019، قالت إن "أم آدم" لم تستسلم، بل كانت بين جرحى الباغوز، وأصيبت إصابات بالغة، وكسرت رجلها، وتم أسرها بين المأسورين والمأسورات. وأضافت خلال تصريحها لي أن أم آدم أخبرتها أن إلياس قتل بعد افتراقهما أي في الفترة بين فبراير ومارس 2019. وأضافت الصديقة المقربة في تصريحها، أن زوجة "إلياس" المجاطي، كانت على خلاف مع والدته، واستغلت غيابه للقتال، وهربت مع ابنها كريم ونجحت في الدخول إلى تركيا، وقطعت اتصالها به، وهي تعيش هناك الآن. رواية أخرى نشرتها جريدة "إكسبريسن" السويدية، بتاريخ 17 يونيو 2020، وهي رواية مختلفة تماما، لايمكن تأكيدها أو نفيها، لكنني سأنقلها للأمانة. تقول الجريدة السويدية، إن زوجة إلياس، هي في الحقيقة سويدية ولها أبناء آخرون من زوج آخر، وأنها لاتزال في مخيم الهول، بعد أن تم اعتقالها وهي تحاول الدخول إلى تركيا، وتضيف الجريدة إن أم آدم، تمكنت من الفرار مطلع سنة 2020، من مخيم الهول الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية، وأن السلطات المسؤولة عن مراقبة المخيم الهول حصلت على هاتف زوجة إلياس التي لاتزال محتجزة في المخيم،وأن الهاتف يحتوي على محادثات مكتوبة بين أم آدم وزوجة ابنها السويدية، تحرضها على الهرب. الثغرات التي وجدتها في رواية "إكسبريسن"، هي القول إن "أم آدم" فرنسية من أصل مغربي، وإنها تكنى بالأرملة السوداء، وكانت تقود كتيبة الخنساء، وأن زواج إلياس كان في استوكهولم، ومعلوم أن هذه المعلومات كلها خاطئة، لذلك فإن رواية "إكسبريسن" بخصوص جنسية زوجة إلياس، وبخصوص هرب أم آدم، هي عندي بين قوسين. بعد اعتقال "أم آدم" أو استسلامها، ومقتل "إلياس"، ومحاولة هروب زوجته مع ابنها "كريم"، قبل اعتقالها هي الأخرى، كانت قوات سوريا الديمقراطية، قد سيطرت على آخر متر مربع لداعش في الباغوز، وتم إعلان إنهاء سيطرة التنظيم الكاملة على أراض في العراق وعلى 98 %‎من الأراضي في سوريا.

مقتل إلياس وهروب زوجته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وكالة بيت المال

ملتح يعتدي على "متبرجة" بالصويرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات