ورطــــة “أم آدم”

المجاطي... من الملالي إلى البغدادي 7 ديوان الأمن العام أرسل إلى مكتب التحقيق المركزي لإيقافها لتكون بمثابة إعلان حرب تفتح "الصباح" من خلال هذه السلسلة قصة أم آدم المجاطي وابنها إلياس، وتتعقب "مغامراتهما" بعد التحاقهما بالتنظيم الإرهابي داعش من خلال كتاب "رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي" للباحث والإعلامي مصطفى الحسناوي. السلسلة ترصد مسار الأم وابنها، وتجعل قصتهما، مدخلا لمقاربة ورصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية لدى التنظيمات الإرهابية،كما أن السلسلة مساهمة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية. إعداد: عزيز المجدوب الوثيقة التي حصلت عليها، من "أم آدم" نفسها، والمؤرخة في 14 أبريل 2016، والتي أضعها بين يدي القارئ العادي والباحث المتخصص، تقطع الشك باليقين، وتؤكد بما لايدع مجالا للشك، أن أم آدم مارست التعذيب، وأن ضحايا لقين حتفهن جراء ذلك. حكمت اللجنة المفوضة بكفر وردة، امرأة تدعى "أم خديجة الإيرلندية"، وأمرت أم آدم رفقة شخص آخر، يدعى "مقداد المصري"، أن يقوما بتعذيبها لانتزاع اعترافات منها، فماتت أثناء التعذيب، الأمر الذي لم يتقبله ديوان الأمن العام، فاتهم "أم آدم" وشريكها بقتل المرأة، لتتدخل اللجنة المفوضة على الفور، وتبرئ "أم آدم"، بتبريرات واهية كما توضح الوثيقة، وهي مراسلة من اللجنة المفوضة إلى ديوان الأمن العام. تقول الوثيقة، إن اللجنة المفوضة، والتي هي بمثابة مجلس للوزراء، حكمت بكفر "أم خديجة"، ولك أن تتخيل أن امرأة تترك وراءها كل شيء وتلتحق بالتنظيم، تصلي وتصوم وتقرأ القرآن.. ومع ذلك يتم الحكم بكفرها. تقول الوثيقة إنها أمرت بتعذيب "أم خديجة"، هكذا يعترف القائمون على هذه اللجنة، أن لجنتهم، أمرت امرأة ورجلا بتعذيب امرأة أخرى، متجاوزة الجهاز الذي يشتغلان داخله، والذي هو ديوان الأمن، هذا دون الحديث عن ضوابط وقواعد الشريعة التي جاء التنظيم لحمايتها كما يزعم، لماذا يعذب رجل امرأة، بحضور امرأة أخرى، مع ماقد يقع من نزع للثياب وكشف للعورات... تقول الوثيقة بعد وفاة "أم خديجة" أنه ربما تكون هذه الكافرة قتلت نفسها بنفسها، ربما لم تمت جراء التعذيب، لذلك "أم آدم" بريئة، لك أن تتخيل تبرئة شخص بتهمة ثابتة بعبارة ربما. تظهر الوثيقة أن اللجنة مارست سلطتها، وتدخلت لتبرئة "أم آدم"، ما يظهر حجم التدخل والوساطات والفساد في التنظيم. تدخل اللجنة المفوضة كشف حجما كبيرا من التدخل والوساطة، وكشف أن "أم آدم" كانت امرأة اللجنة في المضافات وفي مكتب الهجرة وفي ديوان الأمن، وأنها كانت تستغل وضعها الخاص، في تجاوز صلاحياتها بشكل مبالغ فيه، أدى بها للوقوع في مخالفات وجرائم كثيرة كبيرة وخطيرة. لم يستسغ ديوان الأمن العام، تدخل اللجنة المفوضة، في عمله واختصاصاته، ولم يستسغ أن تصبح أم آدم مرتبطة بشكل مباشر بهذه اللجنة، متجاوزة مسؤوليها كلهم، لم يستسغ أن تكون فوق القوانين والضوابط، تتصرف كما يحلو لها بسلطات مطلقة. في 10 ماي 2016 أرسل ديوان الأمن العام، إلى مسؤول مكتب التحقيق المركزي، رسالة بإيقاف "أم آدم" عن العمل، لتكون هذه الرسالة بمثابة إعلان حرب، ولتكون أيضا بمثابة مؤشر يقيس صراعا خفيا داخل التنظيم. بدورها لم تستسغ "أم آدم" ذلك، فقدمت استقالتها للجنة المفوضة، وضمنتها الأسباب والدوافع، وكالت الاتهامات للمشتغلين بديوان الأمن العام، بالخيانة والعمالة... ما دفع ديوان الأمن، لكتابة شكاوى لعدة جهات، ورفع دعاوى قضائية بحق "أم آدم"، لديوان القضاء، مضمنا شكاواه ودعاواه، اتهامات أم آدم ومخالفاتها. المخالفات التي وقعت فيها "أم آدم"، والاتهامات الموجهة إليها، والدعوى المرفوعة ضدها، كلها لم تدفع اللجنة المفوضة إلا للوقوف بجانبها، ضد كل أجهزة التنظيم الأمنية والقضائية، ما يشي بأن الأمر ربما أكبر من أم آدم، وأنه أقرب لصراع بين الأجنحة. دخل ديوان القضاء على الخط، وراسل اللجنة المفوضة، في شأن أم آدم ومن معها، رغم أن الأمر لا يستدعي ذلك، فبإمكان القضاء أن يستدعي المدعى عليهم، دون الحاجة لاستئذان اللجنة المفوضة، لكن يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها، ويبدو أن التنظيم الذي جاء لتحكيم الشريعة وحمايتها كما زعم، يبدو أنه يتخبط في بيروقراطية قاتلة، وتدخلات وفساد ووساطات، وكيل بمكاييل متعددة، لدرجة أن محاكمة ثلاثة أشخاص تتطلب مراسلة كتبها ديوان القضاء للجنة المفوضة، بتاريخ 6 غشت 2016 يخبرها أنه شكل لجنة من ثلاثة قضاة للنظر في التهم الموجهة لأم آدم ورجلين آخرين معها.

ورطــــة “أم آدم”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكسيكو 1970... أول مرة

عزيمان لم يساعد اليوسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات