عزيمان لم يساعد اليوسفي

مذكرات مستشار اليوسفي 7 وزير العدل عارض التوقيع على اتفاقية لمنظمة الشغل الدولية تهم الحريات النقابية يعد كتاب عبد العزيز النويضي، مذكرات مستشار للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي، دروس من تجربة « التناوب» وما بعدها، الصادر في 2022، غنيا بالوقائع والأحداث التي عرفها المغرب المعاصر. ويتطرق فيه النويضي، لجملة قضايا أثار بعضها اهتمام الرأي العام لحظتها، وقدم لها تفسيرا يختلف عما راج، وأخرى لم تكن متداولة. وننشر حلقات من هذا الكتاب القيم، بموافقة المؤلف الذي زكى عملية النشر مشكورا لإفادة قراء « الصباح». إعداد: أحمد الأرقام لم تكن العلاقة سيئة بين عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول، وعمر عزيمان، وزير العدل، إذ دافع عنه كثيرا حين انتقد تبعية القضاة، الذين كان رد فعلهم قويا ضده. ورغم مساندة اليوسفي لوزير العدل، فإن عزيمان لم يساعدنا في بعض المجالات، كما حصل مع محاولة الدفع بمصادقة المغرب على الاتفاقية 87 لمنظمة الشغل الدولية التي تهم الحرية النقابية. ففي سعي الوزارة الأولى إلى الوفاء بالالتزامات المتضمنة للاتفاقيات الجماعية لغشت 1996، وأبريل 2000، بخصوص المصادقة على الاتفاقية رقم 87، كلفني الأستاذ اليوسفي بالملف، فقمت بالتنسيق مع وزارة الشغل التي كان كبار موظفيها متحمسين وساعدوني كثيرا لتسهيل المصادقة، وكاتبت وزارة الشغل مكتب العمل الدولي لتعبر عن استعداد المغرب للمصادقة على هذه الاتفاقية، وجرت بيني وبين أهم المديرين في مكتب العمل الدولي مراسلات توجت بزيارة في أبريل 2002، لبعثة من مكتب العمل الدولي بالمغرب برئاسة جون كلود جافليي، مدير المعايير الدولية للشغل وبرنار جيرنيكون، رئيس مصلحة الحرية النقابية بالمنظمة. كان هدف الرجلين إقناع السلطات بالمصادقة على الاتفاقية، وحضرت لقاءين عقدهما الوفد مع الوزير الأول. ومن المبررات التي قدمها الرجلان الإشارة إلى المفارقة المتمثلة في التقدم الكبير الذي يعرفه المغرب في مجال الحرية والتعددية النقابية مقارنة مع دول أخرى صادقت على الاتفاقية، وأن المصادقة ستكون تتويجا لواقع موجود. وكانت التحفظات أساسا من قبل وزراتي الداخلية والعدل. وشرح لي الرجلان بإسهاب أنهما مستعدان للقبول بحق القضاة في تأسيس الجمعيات إذا كانت ستلعب الدور نفسه التي تقوم به المركزيات النقابية، وبالنسبة إلى حاملي السلاح، فإنه يمكن استثناؤهم من تكوين نقابات، وأكدا ضرورة محاربة التهويل، والتمييز بين ممارسة الحق النقابي وممارسة الإضراب، إذ يمكن الاعتراف بالحق النقابي لبعض الفئات مع منع الإضراب بالنظر إلى دورها في المجتمع. وبالنسبة إلى جنسية مسيري النقابات، أشارا إلى أنها ليست تلقائية وتتطلب شروطا عديدة مثل الإقامة لمدة معينة، والمساواة بالمثل مع الدول الأخرى، ونسبة الأجانب في القطاع، وأكدا أنه بعد المصادقة يبقى للدولة أكثر من أربع سنوات لتعديل قوانينها، وبعد المصادقة بسنة تصبح الاتفاقية نافذة، وبعد سنة أخرى يبعث التقرير الأول، وبعد سنة من ذلك تبعث أول ملاحظة إلى الدولة. وردا على مكاتبته في إطار تحضير التصديق على الاتفاقية رقم 87، بعث عمر عزيمان، وزير العدل في مارس 2002، مراسلة إلى وزارة التشغيل عبر فيها معارضة الوزارة للاتفاقية، لأن المادة 14 من النظام الأساسي للقضاة تمنع عنهم تكوين نقابات، علما بأن القانون قابل للتعديل طبقا للتفسيرات السابقة. كما أنه توجد في كل الدول الديمقراطية جمعيات ونقابات للقضاة مهمتها الدفاع عن مصالحهم المادية والمعنوية وعلى رأسها الدفاع عن استقلالهم. واستقلال القضاء لا يعد امتيازا للقضاة، بل إنه أساسا حق لكل المواطنين لما يكفله من ضمانة لمبدأ المحاكمة العادلة التي يشكل أحد أركانها الأساسية. كنا في السنة الأخيرة من التجربة ولم يستطع اليوسفي تمرير قرار بالمصادقة على الاتفاقية، إذ سيدخل الفاعلون فترة الإعداد للانتخابات وتتحول الأولويات وتضيع معها الاستمرارية والتراكم، خاصة بعد انتخابات 27 شتنبر 2002 وعدم تجديد الثقة في اليوسفي. حفل إعفاء البصري رد اليوسفي على منتقديه لإقامته حفل إعفاء إدريس البصري في 9 نونبر 1999، مباشرة بعد رجوعنا من مؤتمر الأممية الاشتراكية بباريس، فنزل مناضلو حقوق الإنسان يتقدمهم إدريس بنزكري إلى شارع الأميرات في مسيرة حاملين الشموع احتجاجا. كان لمبادرتهم ما يبررها وقد ذاقوا القمع الشديد في عهده. ردا على ذلك سألني اليوسفي «هل رأيت ما فعله أصحابك الحقوقيون؟"، وأضاف «كيف أقيم حفل وداع عندما غادر وزراء آخرون الحكومة، وأستثني البصري؟ لقد أقمت حفل وداع لعبد اللطيف الفيلالي وهي بادرة مع إدريس البصري، لا تعني سوى نوع من اللباقة في التعامل معه دون تمييز أو خلفيات أخرى". عرض الملك على اليوسفي رئاسة هيأة الإنصاف والمصالحة، واعتذر فأسند الملك رئاستها لبنزكري، وهي تجربة مهمة.

عزيمان لم يساعد اليوسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ورطــــة "أم آدم"

ضيعات أعلاف تعدم الفرشات المائية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات