fbpx
بانوراما

القفز من الأجراف … الشلل المحتمل

الدكتور يشو قال إن التهور يمكن أن يؤدي إلى الموت وكسر اليدين والصدر

قال الدكتور ياسين يشو، طبيب وباحث في العلوم العصبية وجراحة الدماغ الوظيفي، إن المراهقين والشباب المتهور، الذين يرتمون من أجراف بعيدة،
من أجل القيام بحركات بهلوانية أثناء السباحة، معرضون بشكل كبير إلى الموت، والإصابة بالشلل الجزئي أو الكلي، ناهيك عن كسور في مناطق خطيرة، من قبيل الصدر. في ما يلي نص الحوار:
< كما يعلم الجميع في أي لحظة يمكن أن ينخفض منسوب مياه البحر لعدة أمتار، مثلا بين موجتين متتاليتين، أو في بعض الجزر التي يكون قاعها الصخري قريبا، والذي يسهل الارتطام المباشر لرأس الضحية مع القاع، بعد السقوط من جرف مرتفع جدا، إذ يؤدي ضغط السقوط المباشر أولا إلى الإغماء، ثم كسر على مستوى العمود الفقري (الرقبة) و تمزق النخاع الشوكي الذي يربط الدماغ بجميع أعضاء الجسم وجميع العضلات.

< هناك أسباب مختلفة التي يمكن تؤدي إلى الوفاة، أولها الوفاة غرقا بسبب فقدان للوعي بعد الارتطام، ثم توقف القلب والجهاز التنفسي بسبب تمزق النخاع الشوكي بعد كسر العمود الفقري على مستوى الرقبة، والموت بسبب نزيف داخلي نتيجة كسر العمود الفقري (الشريان الدموي الذي يغذي الدماغ يمر من العمود الفقري)، والموت أيضا بسب نقل المريض بطريقة غير صحيحة.

< طريقة السقوط ومنطقته هي التي تحدد نوع الإصابات وخطورتها، لكن يمكن أن نقسمها إلى ثلاثة مستويات، أولها إصابات الجمجمة، والتي تتفاوت خطورتها، غير أن الإغماء وسط الماء يبقى أخطرها، ثانيا إصابات العمود الفقري، وأخطر حوادثه والتي تؤدي إلى الموت المباشر أو الشلل الكلي بعد التدخل الطبي والجراحي، ثالثا تمزق النخاع الشوكي داخل العمود الفقري، خاصة إذا كانت درجته كبيرة، ناهيك عن كسور اليدين والصدر، التي تعتبر أقل خطورة مما سبق.

< من الجانب العلاجي، إذا حدث تمزق كلي للنخاع الشوكي بسبب كسر في العمود الفقري، فإنه للأسف لم يستطع العلم لحدود الساعة تطوير علاج قادر على إعادة إحياء الخلايا العصبية المتمزقة، مما يجعل الرجوع إلى الحالة الطبيعية شبه مستحيل، فبعد إجراء عمليات معقدة وآلاف حصص الترويض الطبي، يمكن أن يستعيد المريض التحكم في بعض العضلات، مثل تحريك اليدين والأصابع.
وفي بعض الحالات وبعد تدخل طبي وجراحي، وإذا تم إنقاذ المريض من الموت، فإنه يصاب بشلل كلي في جميع عضلات الجسم، ‎ويكمن المشكل في طريقة نقل المريض إلى المستشفى، إذ أن أي حركة للعمود الفقري يمكن أن تمزق النخاع الشوكي، وللأسف لا يوجد على مستوى الشواطئ أي جهات يمكن أن تتعامل بشكل محترف مع نقل مثل هده الحالات.

غياب بنية تحتية
< في معظم الحالات فإننا نتحدث عن شباب ومراهقين، يعانون ‎مشاكل اقتصادية واجتماعية، وبعد أن يصابوا بهذا النوع من الإعاقة، يستحيل أن ينتجوا في بلد مثل المغرب، لا يتوفر على بنية تحتية تستوعب ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعلهم عالة على المجتمع.
وتعتبر الإصابة بالشلل بالنسبة لهذه الفئة الاجتماعية الهشة، موتا بطيئا، نتيجة غياب بنية تحتية، تمكن من الاستفادة من أبسط شروط حياة طبيعية، ما يجعل دمج هذه الفئة في المجتمع مهمة شبه مستحيلة.
أجرى الحوار: عصام الناصيري

في سطور:
– طبيب و باحث في العلوم العصبية
– خبير في السلوك البيولوجي وجراحة الدماغ الوظيفي
– عضو الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى