أم آدم تجني مغانم السلطة

المجاطي... من الملالي إلى البغدادي 6 حصلت على غلام وسبية يقومون على خدمتها تفتح "الصباح" من خلال هذه السلسلة قصة أم آدم المجاطي وابنها إلياس، وتتعقب "مغامراتهما" بعد التحاقهما بالتنظيم الإرهابي داعش من خلال كتاب "رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي" للباحث والإعلامي مصطفى الحسناوي. السلسلة ترصد مسار الأم وابنها، وتجعل قصتهما، مدخلا لمقاربة ورصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية لدى التنظيمات الإرهابية،كما أن السلسلة مساهمة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية. إعداد: عزيز المجدوب أصبحت "أم آدم" صاحبة شأو كبير، استقلت ببيت كبير وسيارة رباعية الدفع تتنقل بها، تتلقى الهدايا من الخليفة البغدادي يرسلها لها الناطق الرسمي العدناني الذي كان على اتصال دائم بها، إما عبارة عن نقود في ظرف، أو هدايا مختلفة ومتنوعة. كانت أم آدم وابنها، يشاهدان طوابير نساء الرقة وأبنائهن، في انتظار لقمة أرز أو كسرة خبز، يمن بها عليهم التنظيم، في حين كانا يتنعمان في رفاهية لامثيل لها، وكانا يبرران ذلك، بأن المهاجرين أولى من غيرهم، لأنهم تركوا ديارهم وأهلهم وأموالهم، وأن الجهاد أولى وبأن قيادة التنظيم أولى... إلى غيرها من التبريرات التي يبررها أي شخص لنفسه في أي قضية. بل كانا يشاهدان المتشردين ذكورا وإناثا، في شوارع الرقة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في ظل مايزعم التنظيم أنه خلافة تطبق الشريعة وتنشر الأمن والعدل، ولم يدفعهم ذلك يوما للتساؤل، لأن التابع يلغي عقله وتفكيره أمام متبوعه. ومن الهدايا المهمة التي حصلت عليها في هذه الفترة، والتي كانت تتفاخر بها، عبدان يقومان على خدمتها، نعم لم أخطئ في الكتابة، سبية وأخوها، أمة وغلام، طفلان عبدان أيزيديان بريئان، يتم بيعهما وإهداؤهما مثل أية بضاعة، في أسواق نخاسة الخلافة الإسلامية علي منهاج النبوة. «حفصة" في 14 من عمرها، و"حسن" أو "عبد الله" في العاشرة من عمره. حين أخبرتني "أم آدم" بهذا الخبر، اعتقدت أنها تمزح، لم أتصور أن يصل الأمر إلى هذا الإجرام، جعلتها تكرر كلامها، لكنها كانت تتحدث بنوع من الاستعلاء الغريب، قالت إن هذا أفضل لهم من أن يكبروا على الكفر، وبما أنهم لم يختاروا أن يكونوا عبيدا لله، فإنهم يعاقبون ويجبرون على أن يكونوا عبيدا للبشر، هكذا يقول الفقه الإسلامي، الذي جاء لاستعباد البشر. كانا يقومان بخدمتها في كل أمور حياتها، أخبرتني أنها تعاملهما بشكل جيد جدا، لتحببهما في الإسلام، "تعاملهما بشكل جيد كما يعامل الإنسان كلبه أو خروفه". لكن شهادات بعض العائدات من جحيم داعش، من اللواتي رأين هذا "العبد" الصغير، وصفنه بالصبي المرعوب، وقالت إحدى الفرنسيات وتدعى أنيسة، أنها رأته مربوطا من عنقه، تماما كما قلت سابقا مربوط مثل جرو صغير، لقد تخيلت صورته وأنا أقرأ بعض الشهادات، تخيلته بجسم نحيل وعينين جاحظتين ويدين مرتعشتين، وقلب خافق، وبشرة شاحبة، كأن الدم هرب منها خوفا من سيف الشريعة الإسلامية الجاهز لجز الرؤوس وحز الأعناق. كانت "أم آدم" ستهب الجارية "حفصة" لابنها إلياس كأمة أو كزوجة ثانية، لأنه كان قد تزوج من أوربية من أصول تركية، وكانت حاملا حينها، لكنها تراجعت لتجنب حديث الناس، كما قالت لي، لكن إلياس كان له تبرير آخر، حيث أخبرني أن زوجته هي التي احتجت على ذلك. نعم مرة أخرى لم أخطئ في الكتابة، كانت "أم آدم" ستهب لابنها هدية، عبارة عن كائن بشري من لحم وعظم ودم وقلب وعقل ومشاعر وأحاسيس، فيعاشرها دون عقد زواج، كأنها دمية جنسية يلعب بها متى يشاء، وهذا جائز في الدين أيضا. كان التنظيم، حين سيطر على سنجار، سبى آلاف الأيزيديات، وباعهن في أسواق النخاسة، بعد أن أخذ جنوده نصيبهم، وبلغ ثمن السبية، مابين20 ألفا و50 ألف دولار. ونشر التنظيم الهمجي، مقالا بعنوان: "إعادة إحياء العبودية قبل قيام الساعة" في مجلته دابق في أكتوبر 2014، في عملية بئيسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، تكللت بالفشل بعد أشهر، وشهد أصحابها قبل العالم أجمع على فشلها، ونجحت القيم الإنسانية، على قيم البداوة، ونجح التقدم على الهمجية والتخلف. صحيح أن التنظيم وأتباعه، عاشوا في رغد من العيش، على حساب آخرين، وفوق أشلائهم وجماجمهم، وحقوقهم وكرامتهم، لكنه رغد لم يعمر أزيد من سنة ونصف على أبعد تقدير، وانتهى سريعا كما انتهت تجارب تاريخية تشبهه.

أم آدم تجني مغانم السلطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقديم هبات للموظفين ... المتابعة

مغربيات أبهرن العالم: خناثة بنت بكار ... أم السلاطين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات