المؤثرات اليهودية في الأنساق الأمازيغية 5 درء العين الشريرة بالعدد 5 تعبير عن المواجهة الرمزية اختار الباحث لحسن أيت الفقيه، المهووس بالغوص في تاريخ الجنوب الشرقي للمغرب، الاهتمام بالتراث الثقافي ذي السمة اليهودية بجبال الأطلس الكبير، والبحث في البصمة اليهودية في الطقوس التي حافظ عليها الدهر هناك. ويرى أيت الفقيه أن الاهتمام بالموضوع يندرج في إطار العناية بالتراث الثقافي عامة، وليس له علاقة بتقديرات زائفة نحو اليهود، مؤكدا أن بناء الأنساق الثقافية سيظل ناقصا في حال تغييب اليهودية الأمازيغية، والوثنية الأمازيغية، إذ تبرز الاثنتان في المزارات الطبيعية، دون إغفال مؤثرات الدين الإسلامي الثقافية التي تتراءى في الطريقة الصوفية وثلة من التقاليد الشفوية. إعداد: برحو بوزياني هناك عشائر قليلة تحتفل باليوم السابع بعد الدخلة، ويسمى "زعرور"، ذلك أن العدد ثلاثة هو الدال في مجال العرائس والتناسل. ورغم ذلك، يبقى العدد 7 مرجعا ذا دلالة في الثقافة الأمازيغية. وحسبنا أن في الأشعار الأمازيغية نلقى عدد إخوة يوسف 7. والعين الشريرة يتطير منها كل سكان الأطلس الكبير الشرقي، والمقصود بالعين الشريرة نظرة حسود، حسب تعبير إلي مالكا، الخبير في مجال التعود اليهودي. وكلما نظرت إلى المرأة باهتمام تقول لك: (العمى)، أي (سلط الله عليك العمى). فلا خلاف بين اليهود وغيرهم في التعابير ذات الصلة بالعين الشريرة، وضدها الدعوة بالحماية (الله يحضيك). ومن الرموز المواجهة للعين الشريرة العدد السحري (5)، وهو العنصر المقتبس من المشترك بين اليهود والأمازيغ، ويعبر عن خمسة باليد المفتوحة أو (خمسة في عينك). وطالما حملت المرأة يدا من ذهب تحتوي على خمسة أصابع حماية لها من العين الشريرة. وفضلا عن درء العين الشريرة بالعدد 5 تعبيرا عن المواجهة الرمزية، يأتي الحرمل والشب في الدرجة الثانية. فإحراق مادة الشب في مجمر يرفع على المريض، يكفي لإظهار تمثال العين الشريرة في الشب المحروق، وبعد ذلك، يضع المريض قليلا من الشب تحت وسادته. ولا تؤتي الطلاسم السحرية أكلها بدون حبوب الحرمل. ويكاد التأثير اليهودي في مجال التعود يزاح جانبا، ويبقى اللون البنفسجي في الأزياء الأمازيغية معبرا عن ثقافة الخوف والاحتراز، ثقافة التقوقع والانغلاق. يسمى البنفسجي اليهودي بالأمازيغية "تخابشت" أو "تودايت". والتقوقع تعبير عن الاضطهاد الذي حاق بالمجتمعات ذات اللباس الأمازيغي الصنهاجي بجبال الأطلس الكبير الشرقي، والمنبسطات الممتدة جنوب الأطلس. ولئن كان الختان يجري في اليوم الثامن الموالي لازدياد المولود، طبقا لمرجعية يهودية، وحسب ما أورده الخبير في مجال التعود إلي مالكا، فإن سكان الأطلس الكبير الشرقي لا صلة لهم باليهود من حيث الختان، إذا استثنينا الذين يجرون العملية في الصباح، أو في وقت الضحى. ذلك أن جل سكان جبال الأطلس الكبير الشرقي يفضلون إجراء الختان قبيل غروب الشمس، رأفة بالأطفال، الذين تُجرى عليهم العملية. وتظل عملية الختان المشترك بين اليهود والمسلمين مع اختلاف في تقدير درجتها بين الفرض والسنة. سحر الرقم 40 المشترك المشهور أيضا هو العدد 40 فهو رقم سحري يقدره اليهود لصلته بمجلس ميعاد، وعدد أفراده أربعون. وانتقل العدد إلى التنظيم القبلي الأمازيغي نحو مجلس الأربعين لدى كنفدرالية أيت عطا، والشيء نفسه لدى بني يزناسن، وانتظمت مجالية أيت يزدك على العدد 40. ومعلوم أن بلد "أيت يزدك" يغشى 40 وحدة زراعية، كل وحدة زراعية تحمل اسم مستوطنة "تمزداغت" بالأمازيغية، وكل مستوطنة تعم 40 حبلا، والحبل وحدة لقياس المساحات. وأذكر أن نصيب "أيت فركان" 14 "تمزداغت"، ونصيب "أيت مومو" 13، ونصيب "أيت الثلث" 13. وللتذكير فعدد خيام "أيت يزدك" القادمة من "تيزكي" بحوض تودغى أربعون خيمة نزلت جبل العياشي بجبال الأطلس الكبير الشرقي في القرن 18.