إلياس يشتغل في إعلام داعش

المجاطي... من الملالي إلى البغدادي 3 "الهوتة" مقبرة جماعية ضواحي الرقة يدفن فيها التنظيم خصومه ومعارضيه تفتح "الصباح" من خلال هذه السلسلة قصة أم آدم المجاطي وابنها إلياس، وتتعقب "مغامراتهما" بعد التحاقهما بالتنظيم الإرهابي داعش من خلال كتاب "رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي" للباحث والإعلامي مصطفى الحسناوي. السلسلة ترصد مسار الأم وابنها، وتجعل قصتهما، مدخلا لمقاربة ورصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية لدى التنظيمات الإرهابية،كما أن السلسلة مساهمة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية. إعداد: عزيز المجدوب اشتغل إلياس في مجموعة خاصة للإعلام، اسمها "التبيان"، وهي مؤسسة انطلقت في اللاذقية التي كانت ولاية منفصلة عن تنظيم الدولة. كانت مؤسسة "التبيان"، تصدر بتسع لغات، يديرها "أبو طلحة" الألماني ومجموعته، التابعة لجماعة "ملة إبراهيم"، كما اشتغل مع مؤسسة "الغرباء" التابعة لأبي أسامة الغريب. المشروعان دعمهما والي اللاذقية ووالي حلب، لكن حاربهما "أبو محمد الفرقان" وطالب بتوقيفهما، لدرجة أنه أرسل مبعوثا إلى الرقة لأجل ذلك. لم يفلح المبعوث في التوصل إلى أي شيء، فدعا أبو محمد الفرقان مسؤولي المؤسستين إلى الرقة من أجل التفاوض، فذهب "أبو طلحة" مع شخص آخر، ولم يصل اللقاء لأي نتيجة. بعد ذلك حرص "أبو محمد الفرقان" على تحريض والي حلب، ودفعه لسحب دعمه منهم. حضر "إلياس" للاجتماع الذي أرسل فيه "أبو محمد الفرقان" المجموعة الإعلامية التابعة ل"أبي طلحة الألماني"، للموصل للقيام بعمليات انتحارية، ليتخلص منها كلها، ولم يفهم تلك الخطة الخبيثة إلا بعد أن فات الأوان. خلال اشتغاله في الإعلام المركزي وإعلام ولاية الرقة وكإعلامي في مكتب الوالي، لما يقارب ستة أشهر، وقعت أحداث كبرى مهمة، ساهم "إلياس" في صناعتها إعلاميا، فقد سقطت الموصل وتكريت بيد التنظيم، ثم أعلن الخلافة في رمضان، وسيطر على الفرقة 17 بريف الرقة، واستولى على سنجار ومحافظة نينوى ومطار الطبقة...كل ذلك يوثق ويحرر ببرامج وأجهزة متطورة من أجل الاستقطاب وممارسة الحرب النفسية. يذكر إلياس، الذي كان يشتغل على تحرير وتوضيب الفيديهات والصور التي ينشرها التنظيم، أنه كان أحيانا يرافق طاقم التصوير، إلى موقع الحدث، إذا كان قريبا، وأحيانا أخرى كان يبقى في مقر العمل إلى حين التوصل بالفيديهات التي يشتغل عليها تحت إشراف أميره. كانوا يخرجون أحيانا لتصوير المعارك القريبة، أو لتصوير تنفيذ الحدود، (العمليات الإجرامية والإعدامات التي كان يفذها التنظيم بحق من تصدر في حقهم أحكام الشريعة المنصوص عليها) أو لتصوير خطبة أو درس أو موعظة، أو لتصوير الحياة تحت ظل الخلافة، كدوريات الحسبة، وإتلاف الممنوعات، وسؤال الناس عن حياتهم تحت حكم الشريعة، وتصوير اعترافات الجواسيس والأسرى، وتصوير عمليات الإعدام (العمليات الإجرامية والإعدامات التي كان يتخذها التنظيم بحق من تصدر في حقهم أحكام اجتهادية عند القاضي كامل الصلاحية فيها بأن يحكم بما يشاء)، كوضع المتهم في قفص والطواف به. وتصوير كلمات الوافدين الجدد، واعترافات المنشقين عن الفصائل الأخرى... كل ذلك بغرض الدعاية والاستقطاب والتجنيد، من جهة، وممارسة الحرب النفسية على العدو من جهة أخرى. تصل الأوامر مكتوبة، في وثيقة تحمل شعار الدولة، وختم المسؤول الإعلامي، تتضمن مكان وزمان التصوير والمطلوب تصويره، وأحيانا لا تعطى أي تفاصيل، فقط يطلب منهم التوجه للمكان الفلاني. بالنسبة للحدود، كانت تنفذ يوم الجمعة، حيث ينصب المصورون كاميراتهم المتطورة، يضبطونها جيدا، ويصورون من زوايا عديدة، الجمهور، والضحية والمسؤول الشرعي وهو يتلو بيان الإدانة وحكم المحكمة بتطبيق الحد. يبدأ الرجم من قبل الجمهور إن كان الحد رجما، أو قطع الرأس من قبل السياف إن كان الحد قتلا، أو قطع اليد أو الجلد أو الرمي من شاهق... أما بالنسبة للمعارك، فقد يحضر الإعلامي بداية لاجتماع الكتيبة التي ستخوض المعركة، ليصور اجتماع المقاتلين، ثم إصغاءهم للشحن الذي يقوم به المسؤول الشرعي، والوعود الأخروية التي يسردها عليهم، ثم يكمل المهمة المسؤول العسكري، بإعطاء توجيهات وتعليمات عسكرية، دون أن يخبرهم أي أحد بالوجهة ولا بالمكان أو الزمان، فقط يطلبون منهم الاستعداد، يصور الإعلامي ذلك كله، ثم يرافق المقاتلين إلى المعركة، وقد لا يحضر اجتماعهم، إلى أن يأتيه الأمر بمرافقة الجنود، دون أن يعلم أي شيء. كان إلياس يقوم بجولاته سواء رفقة المصورين أو رفقة المسؤول عنه أو أميره كما يسميه، أو جولاته منفردا، بحثا عن لقطة فريدة، وقد زار دوار النعيم الذي كان مكانا تعلق فيه الرؤوس المقطوعة، ومطار كشيش حيث التصفيات والاغتيالات، وحفرة "الهوتة" المقبرة الجماعية ضواحي الرقة، والتي يدفن فيها التنظيم خصومه ومعارضيه.

إلياس يشتغل في إعلام داعش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"Persuasion" على "نتفليكس"

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات