هكذا أصبحت مستشارا لليوسفي

مذكرات مستشار اليوسفي 3 ترددت كثيرا رغم وساطة لحليمي واستشارة الساسي كانت حاسمة يعد كتاب عبد العزيز النويضي، مذكرات مستشار للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي، دروس من تجربة « التناوب» وما بعدها، الصادر في 2022، غنيا بالوقائع والأحداث التي عرفها المغرب المعاصر. ويتطرق فيه النويضي، لجملة قضايا أثار بعضها اهتمام الرأي العام لحظتها، وقدم لها تفسيرا يختلف عما راج، وأخرى لم تكن متداولة. وننشر حلقات من هذا الكتاب القيم، بموافقة المؤلف الذي زكى عملية النشر مشكورا لإفادة قراء « الصباح». إعداد: أحمد الأرقام حينما تشكلت حكومة التناوب، دعاني أحمد لحليمي، وكان أقرب المقربين لليوسفي آنذاك، إلى حفل زفاف ابنه في قصر قرب وزارة العدل. لما وصلت كان العرس حافلا بالمدعوين. استقبلني لحليمي ببشاشة وأمسك يدي اليمنى بيده اليسرى بينما ترك يده اليمنى طليقة ليسلم على عدد من الضيوف دون أن يفارق يدي. بعد لحظات، استدار إلي وقال: أريد أن أحدثك في أمر مهم، وفجأة سألني، هل تعرف عباس؟ قلت متسائلا، ومن هو عباس؟ قال يسمى أيضا مبارك بودرقة، ألا تعرفه؟ قلت لا. فقال: إن سي عبد الرحمن يريد أن تشتغل بجانبه، أنت وسي بودرقة. وأضاف «إذا وجدت وقتا، مر عندي بمقر الوزارة الأولى". انصرف لحليمي للسلام على بعض المدعوين الذين أعرفهم، وأنا منشغل بما طرحه علي. كنت أعز وأقدر سي عبد الرحمن كثيرا، كما كنت أقدر لحليمي الذي كان من كبار مثقفي الحزب وكان له تاريخ في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وفي الاتحاد الاشتراكي، وسبق أن كان مديرا لديوان عبد الرحيم بوعبيد لما كان وزير دولة مبعوثا في قضية الصحراء. ولكني كنت أيضا من أقرب الأصدقاء لمحمد الساسي ومحمد حفيظ اللذين يعارضان التجربة. لم أذهب إلى مقر الوزارة الأولى، وكنت محرجا. وجاءتني فرصة ذهبية لتبرير غيابي عندما عرضت علي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية برنامج الزائر الدولي في مارس 1998. عدت من أمريكا ومر شهران تقريبا، وذات يوم من يونيو 1998، اتصل بي مستشار اليوسفي الأستاذ محمد بنسعيد ، الذي كنت أعرفه وأقدره محاميا نزيها خلال إقامتي بفاس أستاذا بكلية الحقوق منذ 18 عاما. أخبرني بأن الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي يود رؤيتي في أقرب فرصة بدون أن يخبرني بموضوع اللقاء. وخمنت أن المبعوث نفسه يجهله. رتب الأستاذ بنسعيد اللقاء بمقر الوزارة الأولى، وجدتني وحدي مع الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي بمكتب الوزير الأول. رحب بي وسألني عن أحوالي وعن الجامعة، قبل أن يخبرني بأنه يود أخذ رأيي في تقرير حديث حول المغرب أصدرته منظمة العفو الدولية. أخذ من أمامه ظرفا يحتوي على التقرير، وقال لي اقرأ هذا التقرير وأخبرني ما هو صحيح من المؤاخذات وما هو خاطئ وماهي ملاحظاتك عليه بصفة عامة. قلت لليوسفي وكأنني أريد أن أتخلص من المهمة: لقد اطلعت على التقرير منذ أسبوع، وأستطيع أن أقول إن اغلب ما فيه من المؤاخذات صحيح. وأنت تعلم أنهم يتوخون الدقة في كل معلومة حفاظا على مصداقيتهم. والنقص الأساسي في التقرير في نظري يتعلق بالمختفين في الصحراء، فمن الصعب معرفة أنهم كلهم من مسؤولية المغرب لأن المرحلة كانت فترة حرب، كما لاحظت أن بعض الأسماء قد تكون مكررة. فقال لي اليوسفي خذ التقرير واقرأه واكتب لي ملاحظاتك. لاحظ ترددي لأنني في الواقع كنت أريد التشاور مع صديقي محمد الساسي، فقال بنوع من العتاب «هل توجد اشتراطات بين الأصدقاء؟". قلت «حاشا سي عبد الرحمن، لا يتعلق الأمر باشتراطات ولكنني أريد بعض الوقت". فقال لي «خذ وقتك ولكن لا تتأخر لأني أريد الرد على التقرير"، وأخذت التقرير وودعت الوزير الأول. الساسي: ستكون مفيدا جدا اتصلت بالأخ محمد الساسي، لأنه الصديق الذي أستشيره في أي قرار اعتبره أساسيا وآخذ رأيه بالاعتبار. أخبرته بطلب الحليمي وبدعوة اليوسفي عبر بنسعيد وبما دار بيني والوزير الأول. سألته عن رأيه في هذا الموضوع، علما أنني أعرف معارضته لدخول الحزب تجربة التناوب. ورد علي بما مفاده أنه وإن كان يعترض على دخول الاتحاد الاشتراكي التجربة الحكومية لغياب الشروط التي كان يراها ضرورية، فإنه يرى أنني بجانب اليوسفي ومن منطلق قناعاتي وخبرتي وجديتي، سأكون مفيدا جدا له وللمغرب في مجالات حقوق الإنسان، وإصلاح القوانين والمؤسسات والجانب الاجتماعي.

هكذا أصبحت مستشارا لليوسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خبرة تحرج قضاة وأمنيين

الإدريسي: خطاب العرش خارطة طريق لاستكمال الإصلاحات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات