تسولنا السجائر لأبناء الحي

هيدامو... الأسمر الأنيق 2 كنا نقطع مسافة كبيرة لنلعب الكرة وقليلا ما نوفر ثمن تذكرة الحافلة عبد الله هيدامو ابن العنق بالبيضاء، سطع نجمه في نجم الشباب، قبل أن يصبح أيقونة بالجيش الملكي، بعد أن تشبث به المدرب الراحل المهدي فاريا، ليحقق معه جميع الألقاب، ما عبد الطريق له في حمل القميص الوطني، إلا أن كثرة الإصابات التي لحقت به، جعلته اللاعب الأكثر نحسا في كرة القدم الوطنية، بعد أن أبعدته عن أقوى التظاهرات القارية والعالمية. إعداد: صلاح الدين محسن < ما أذكره جيدا، أننا عندما كنا صغارا، كنا نتابع مباريات أبناء الحي الذين يكبروننا سنا، وبما أن الملاعب كانت موجودة في منطقة تمتاز بمرور الكثير من الناس، والجميع يروق لهم متابعة المباريات، ويتجمهرون من حول الملعب، كان اللاعبون يستغلون وجود الكثير من الناس الذين يمرون بالقرب من الملعب، ويرسلوننا لنتسول لهم السجائر من المارة. < بالفعل، كنا نجد فيه متعة، رغم أننا لم نكن ندخن، لكن مجرد تسول السجائر لأبناء الحي الكبار، كان يعجبنا، إذ أن العديد منهم كانوا يدخنون، وفي الوقت ذاته يلعبون الكرة. < لم أعان مشاكل في التوفيق بين الدراسة ولعب كرة القدم، إذ في فترة صغري، كانت الدراسة من 8 إلى 12 في الفترة الصباحية ومن الثانية إلى السادسة أو الرابعة في الفترة المسائية، وكنا نستغل الفترة بين الفترتين للعب الكرة في نجم الشباب، ولم أواجه أي مشاكل مع عائلتي أو أساتذتي في هذا الأمر. < تقريبا منذ الصغر، وكل من تابعني كان يتنبأ لي بمستقبل كبير في كرة القدم، والعديد من الأشخاص كانوا يعرفون أني سأذهب بعيدا في كرة القدم، سيما أنني كنت أواظب على التمارين، وعلى الحضور بشكل يومي إلى الملعب. < كثيرا، فكما يعلم الجميع أن المسافة بين العنق ونجم الشباب كبيرة جدا، وفي غالب الأحيان ما نقطعها مشيا، لأنه لم تكن لدينا وسيلة نقل تساعدنا على الذهاب إلى الملعب دون مشاكل. ومن الأمور التي مازالت عالقة في ذهني أنه لم تكن هناك بنايات كثيرة، والطريق كلها غير معبدة، وفي فترة السبعينات، لم يكن هناك أمان كبير، الطرق كلها خلاء، وفي بعض الأحيان نضطر إلى طلب درهمين ونصف درهم من أحد المسؤولين لاقتناء تذكرة الحافلة للعودة إلى البيت، رغم أن هذه التذكرة كانت تغطي فقط عودتنا من الملعب إلى المدينة، ثم بعد ذلك نواصل مشيا إلى البيت. وفي الكثير من الحالات لم يكن لدينا المال للعودة إلى البيت، ما يكلفنا حوالي 45 دقيقة مشيا للوصول. < لا لم يثنني، كما أنه كانت لدي رفقة جيدة مع أبناء الحي، وأذكر أنه في إحدى المرات في القسم استفسرنا أحد المراقبين عن المهنة التي أرغب في مزاولتها في الكبر، وقلت له إني أريد أن أكون لاعبا مشهورا، وهي المرة الوحيدة التي قلت فيها هذا الكلام، لأني بداية الأمر كنت ألعب الكرة من أجل الاستمتاع فقط. < الأمور كانت ممهدة، بحكم أننا كنا حوالي سبعة أو ثمانية لاعبين من أبناء الحي يمارسون بالفريق، وبالتالي لم أجد أي صعوبة في الاندماج، لأننا كنا معتادين على اللعب بيننا، وكنا نمشي بشكل جماعي وفي كل الأوقات كنا نقضي الوقت معا، وهذه من الأمور التي ساهمت في استمراري مع الفريق، وشكلت نقطة قوة بالنسبة إلينا جميعا، ولعبت دورا في مزاولتنا الكرة.

تسولنا السجائر لأبناء الحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محنة الانتخابات وقضية حفيظ

والدي كان يبيع "الشطاطب"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات