والدي كان يبيع “الشطاطب”

عاطر... بقلب مفتوح 2 لم يكن مدخوله كبيرا وعشنا سنوات على "الخبز والشاي" يعتبر محمد عاطر، واحدا من ألمع الأسماء في عالم الفكاهة، كما اقترن اسمه بعدة أعمال ناجحة مازال الجمهور يتذكرها رغم مرور سنوات على تقديمها، مثل «زايد ناقص». واشتهرت أغلب الأعمال الفكاهية، التي قدمها محمد عاطر بتناولها مواضيع ساخرة ونقدية مستوحاة من الواقع اليومي، ما جعله قريبا جدا من جمهوره. في الحلقات التالية نقلب صفحات من ذاكرة الفنان محمد عاطر، الذي يتحدث عن طفولته ومحطات مختلفة من حياته المهنية والخاصة، ليحكي عن مجموعة من الأسرار والخبايا التي يكتشفها قراء «الصباح» للمرة الأولى. أمينة كندي لا يتردد محمد عاطر، كلما سنحت الفرصة له، أن يتقاسم مع جمهوره تفاصيل من حياته الخاصة، التي من بينها عمل والده في مجال صناعة وبيع المكنسات التقليدية. «كبرنا الوالد ببيع الشطاطب»، يقول عاطر عن مهنة والده، التي يفتخر بها كثيرا والتي استطاع أن يعيل بها أحد عشر ابنا وزوجة، رغم أن عائدها المالي قليل جدا. يحكي عاطر أن والده رفض أن يخوض غمار تجربة جديدة ويشتغل في مجال آخر لأنه كان يخشى الفشل، كما أن مسؤوليته تجاه أبنائه تحتم عليه الابتعاد عن المغامرة، فهو في نهاية كل يوم مطالب بتوفير ما يحتاجه الأبناء في اليوم الموالي من طعام. «لم تكن وجبات الطعام في بيتنا تختلف، فهي جميعها متشابهة: الفطور كالغذاء والعشاء" يحكي عاطر مضيفا "كنا حين نعبر عن استيائنا من تناول وجبتنا التي لم تكن سوى عبارة عن الخبز والشاي، على غرار كثير من الأسر الفقيرة في تلك الفترة، كان جواب والدي ووالدتي، اليوم لن نتناول خبزا وشايا وإنما شايا وخبزا". يحكي عاطر أنه سنة تلو الأخرى كان يزداد نضجا ويعي أن ظروفهم المالية لا تسمح بحياة الرفاهية، كما أن وجباتهم كانت بسيطة جدا مثل البطاطس المسلوقة أو سندويتش الطماطم المقطعة المتبلة بالملح. يتذكر عاطر أنه كان بين الفينة والأخرى يرافق والده إلى سوق الحي المحمدي، حيث اعتاد والده مزاولة عمله لسنوات، سيما أنه كان له عدد من الزبناء الذين يتعاملون معه ومن بينهم أصحاب الحمامات العمومية. «لم يكن والدي يجني كثيرا من المال من عمله، لكنه كما كان يقول إن "البركة كانت حاضرة" يحكي عاطر، مضيفا "كان والدي لا يدخر جهدا ويحثني على مواصلة دراستي حتى أتمكن من الحصول على عمل في مجال آخر يضمن لي أجرا أعلى مما كان يكسبه من تجارة بيع "الشطاطب». لم تكن ظروف العيش في "كاريان سنطرال» سهلة، خاصة خلال فصل الشتاء، إذ في يوم عاصف هطلت أمطار كثيرة وهبت رياح قوية ضربت سقف مسكنهم، يحكي عاطر، مضيفا «في ذلك اليوم سارعت والدتي إلى سوق الحي المحمدي لإخبار والدي بما حدث قائلة: «عتق البراكة طارت». كانت علاقة عاطر بوالده وطيدة جدا، فهو ذلك الرجل الصبور والمكافح الذي لا تغيب الابتسامة عن وجهه رغم قساوة الظروف، فقد ظل متشبثا بمسؤوليته تجاه أفراد عائلته حتى وفاته في 2009.

والدي كان يبيع “الشطاطب”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تسولنا السجائر لأبناء الحي

لاعبون يسقطون في فخ "الكمبيالات"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات