عصابة استعانت بأقنعة وقفازات لتفادي افتضاح هويتها متحدية كاميرات المراقبة في الوقت الذي تبذل المصالح الأمنية مجهودات كبيرة سواء على مستوى تحديث البنية الأمنية وتكوين موظفيها لتعزيز الكفاءات القادرة على تحقيق الضربات الاستباقية لمختلف أنواع الجريمة، وفك ألغاز الجرائم التي تقع، فإن العصابات الإجرامية اختارت بدورها ألا تبقى مكتوفة الأيدي، إذ هي الأخرى سارعت إلى تطوير أساليبها لإنجاح مخططاتها وتفادي سقوطها رهن الاعتقال والمساءلة القضائية. ومن بين الحالات التي تكشف، الأساليب الاحترافية التي شرعت العصابات الإجرامية في تفعيلها تفاديا لافتضاح أمرها، واقعة عملية سطو استهدفت وكالة بنكية بشارع رضى كديرة بسيدي عثمان خلال الأشهر الماضية، من قبل عصابة مجهولة. ومن الأمور التي أكدت أن العصابات لم تعد تعمل بشكل عشوائي، بل تبنت نماذج الأفلام الهوليودية، تحدي أفراد العصابة وجود كاميرات المراقبة، إذ رغم علمهم بوجودها استعانوا بأقنعة وقفازات للتمويه وتفادي السقوط في أيدي الشرطة. واعتمد أفراد العصابة في عملية السطو المثيرة على طريقة احترافية تمثلت في استعمال آليات متطورة لفتح الأقفال دون إثارة الانتباه. وبعدما فشل أفراد العصابة في كسر الصندوق الخلفي للشباك الأوتوماتيكي المخصص لإيداع الأموال، اكتفوا بسرقة الأموال التي توجد بالصندوق الذي يشرف عليه الموظفون وأيضا سرقة أجهزة الكترونية، من حواسيب وشاشات تلفزيونية. واستنفرت المصالح الأمنية عناصرها وقامت بمعاينة مسرح الجريمة والتحقيق في تفاصيل الحادث، الذي استهدف الوكالة البنكية، في انتظار العثور على خيط رفيع يقود إلى هوية المتهمين، والكشف عن ملابسات عملياتهم المثيرة. وتعود تفاصيل الحادث، إلى تلقي المصالح الأمنية إشعارا يفيد تعرض وكالة بنكية للسطو، من قبل أشخاص مجهولين، مستغلين جنح الظلام وخلو المكان من الموظفين والزبناء والمارة لتنفيذ عملياتهم، وتمكنوا من سرقة محتوياتها من أجهزة إلكترونية ومبالغ مالية من الصناديق، قبل الفرار إلى وجهة مجهولة. وتفاعلت المصالح الأمنية مع البلاغ، واستنفرت عناصرها لتحل بمسرح الحادث، حيث عاينت الأمكنة المستهدفة وقامت بمسح دقيق لها، وتبين لها أثناء معاينتها أن الأبواب تعرضت لتكسير دقيق في أقفالها ولم يتضرر الزجاج، وهو ما يبين احترافية الأشخاص الذين قاموا بهذه العملية. وللتوصل إلى هوية المتورطين وإيقافهم في أقرب وقت، باشرت عناصر الشرطة القضائية وكذا الشرطة التقنية والعلمية تحرياتها، عن طريق الاعتماد على أبحاث تقنية وعلمية ميدانية، خاصة المتعلقة باستغلال التسجيلات المخزنة بكاميرات المراقبة المثبتة بالوكالة البنكية، مع رفع بصمات المتهمين من أجل الاهتداء إلى هوية الفاعلين، إلا أنه لم تظهر هويتهم، نظرا لأنهم يقومون بعملياتهم الإجرامية بشكل احترافي، بارتداء أقنعة تخفي ملامحهم وكذا قفازات للحيلولة دون ترك بصماتهم. ومن خلال الاطلاع على كاميرات المراقبة، ظهر أفراد العصابة وهم ينفذون الهجوم، ملثمين وبحوزتهم أدوات لفتح الأقفال دون إثارة الانتباه، مستعملين قفازات قبل الشروع في سرقة محتويات المكان من أجهزة إلكترونية ومبالغ مالية، ثم ظهروا وهم يغادرون باب الوكالة البنكية والفرار إلى وجهة مجهولة، وهي المعطيات التي عقدت مأمورية المحققين الذين شرعوا في البحث عن خيط رفيع يقود إلى كشف هوية المشتبه فيهم وتفكيك التنظيم الإجرامي، الذي ينتمون إليه. محمد بها