إقبال كبير على محلات بيع الملابس و»المولات» رغم الأزمة وتداعيات الجائحة يدخل الإقبال على شراء الملابس في إطار مظاهر التبذير التي تعرفها مختلف مناحي حياة عدد كبير من المغاربة، سيما أنها تعد جزءا مهما من أجل التأكيد على أنهم لا يعانون أي أزمة وأن كل شيء يسير على ما يرام. وتعرف كثير من محلات بيع الملابس الجاهزة بعدد من المراكز التجارية بالرباط مثل "الرباط سانتر" و"ميغا مول" والأسواق الشعبية مثل "باب الأحد" و"المركب التجاري المنال" اكتظاظا كبيرا لاقتناء ملابس لمختلف الفئات العمرية، خاصة خلال هذه الفترة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الأضحى والاستعداد لقضاء العطلة الصيفية. لا يمكن وصف مظاهر الإقبال المبالغ فيه على الملابس سوى ب"اللهطة على بوشريط"، التي أصبحت بمثابة مرض ينخر نفسية الراغبين في التباهي والظهور بإطلالة مختلفة ومغايرة، حتى لو تطلب الأمر الاقتراض. وأكدت جيهان، موظفة عمرها 38 سنة، أنه لا يمكنها الاستغناء عن "الشوبينغ"، إذ اعتادت كل أسبوع زيارة مختلف المحلات التجارية للاطلاع على جديد القطع. "رغم أن زوجي بات يتضايق كثيرا من الأمر، لكن شراء ملابس جديدة أمر مهم بالنسبة إلي"، تقول جيهان، التي لم تعد تجد مكانا في خزانتها أو حجرتها لوضع ما تقتنيه، موضحة "المظهر شيء مهم في وقتنا الراهن، فالأشخاص المحيطون يحكمون علينا من خلال ما نرتدي، إذ كلما بدا الشخص أنيقا حظي باحترام أكثر". من جانبها، قالت عواطف، إنه رغم تحذير والدتها لها بأن تتوقف عن شراء الملابس مع نهاية كل شهر، إلا أنه أمر خارج عن إرادتها ولا تستطيع التحكم فيه، موضحة "رغم الأزمات المالية فالملابس أمر ضروري بالنسبة إلي والبحث المستمر عن إطلالات متميزة هو هاجسي". وأكدت عواطف أنها تتعامل مع بعض المحلات التجارية، التي تبيع الملابس ب"الكريدي" عن طريق أخذ شيكات ضمان يتم تقسيط مبلغها على أجزاء متفق عليها مسبقا. واعتبر نبيل، بائع ملابس، بشأن ظاهرة "اللهطة" على شراء الملابس، أنها تدخل في إطار التفاخر، موضحا "لا تعني تلك الإطلالات المتميزة أن أصحابها لا يعانون أية مشاكل، بل على العكس من ذلك، خاصة أن أغلبها يتم اقتناؤها عن طريق الاقتراض، سواء من البنك أو غيره". أمينة كندي