مصادر مهنية أكدت أن عدد المعتمرين لا يقل عن 30 ألف شخص في السنة أصبح عدد من المغاربة مع تشديد شروط قضاء فريضة الحج، يفضلون السفر إلى الديار السعودية لأداء مناسك العمرة، وعرف عدد المعتمرين زيادة متتالية، خلال السنوات الأخيرة، توقفت، خلال السنتين الأخيرتين بسبب "كورونا"، لكن السياحة الدينية استعادت انتعاشها بعد رفع قيود السفر. وتشير معطيات مكتب الصرف إلى أن نفقات المغاربة على الحج والعمرة تجاوزت، خلال 2019، 188 مليار سنتيم. وتتعلق هذه النفقات بتكاليف الحج والعمرة، ولا تتوفر معطيات مضبوطة بشأن المبالغ المخصصة للعمرة، لكن من خلالها يمكن التوصل إلى مبلغ تقريبي. وأفادت مصادر مهنية أن المغاربة الذين يؤدون مناسك العمرة بالسعودية يتجاوز عددهم 30 ألف معتمر في السنة على أقل تقدير. وهكذا، فلو افترضنا أن كل معتمر سيخصص في المتوسط ما يناهز 15 ألف درهم، فقط، لتغطية تكاليف النقل والإقامة والأكل، فإن المبلغ الإجمالي سيصل إلى 450 مليون درهم، أي ما يعادل 45 مليار سنتيم. وبعد أن كانت العمرة تقتصر على الشيوخ الذين لم يسعفهم الحظ في الظفر بقرعة الحج، والأشخاص من سن معينة وفئات اجتماعية بعينها، أصبحت تحظى حاليا بإقبال من قبل الجميع بمن فيهم الأطفال، إذ أن هناك أسرا بأكملها تقرر قضاء رمضان أو بعض المناسبات الدينية بالديار السعودية. وتختلف الأسعار حسب صنف المنتوج، لكن بغض النظر عن هذا الأمر، فإنه كلما كانت المؤسسة الفندقية قريبة من الحرم المكي أو المسجد النبوي إلا وكان السعر أعلى. وتتيح العروض المختلفة بسبب المنافسة الشديدة بين مختلف وكالات الأسفار الفرصة للعديد من الفئات الاستفادة من قضاء العمرة، وبذلك ارتفع الطلب على هذا المنتوج خلال السنوات الأخيرة. ولم يعد يقتصر المنتوج على شهر رمضان، بل أصبح المغاربة يقضون مناسك العمرة طيلة السنة وفق المناسبات الدينية. وأصبح منتوجا العمرة والحج يمثلان 70 في المائة من رقم معاملات وكالات الأسفار، ويرجع التركيز على هذين المنتوجين إلى أنهما لا يتطلبان ترتيبات خاصة، مثل الرحلات السياحية الأخرى، ما يجعل عددا من الوكالات تفضل التركيز على السياحة الدينية، من خلال تنظيم رحلات العمرة طيلة السنة، إضافة إلى حصتها من منتوج الحج. وسجل تغير نوعي في ما يتعلق بوكالات الأسفار، إذ اعتمدت تقنيات التواصل الجديدة، من خلال الملصقات والأنترنت لتقديم عروضها، وهناك بعض الوكالات توظف الرسائل القصيرة، من أجل تقديم عروضها لزبنائها المعتادين على قضاء العمرة كل سنة. ويرى متتبعون أنه مع اشتداد المنافسة، فإن العروض ستتحسن أكثر، خاصة في ما يتعلق بجودة الخدمات، علما أنه رغم التحسن المسجل في السنوات الأخيرة، ما تزال بعض المشاكل التي تعترض المعتمرين، سواء في ما يتعلق بالحجز أو بالخدمات المقدمة، لكن جل المعتمرين يفضلون، بعد عودتهم إلى المغرب، عدم تقديم شكايات إلى وزارة السياحة، إذ أن عدد الشكايات المقدمة غالبا ما تتعلق بمشاكل خطيرة وتظل محدودة جدا. عبد الواحد كنفاوي