يعتبر الاختصاصيون أن اللعب لدى الأطفال من أهم الوسائل التي يتعلمون بها اكتساب المهارات البدنية والتنسيق بين أجزاء الجسم المختلفة، وتطوير مهاراتهم المعرفية والفكرية وقدرتهم على مواجهة وحل المشاكل أيضا. وعادة ما يبدأ الآباء اللعب مع أطفالهم ببعض الضرب والصياح، خلافا لنظرة الأم التي تحرص على أن يلعب أطفالها بالمكعبات أو الحيوانات أو ما شابه ذلك، والحقيقة أن النوعين من اللعب مهمان للطفل، فأحدهما يساعد الطفل على تعلم مهارات يدوية وتطوير مهاراته العقلية والمعرفية، بينما اللعب الذي يقوم على استعمال القوة الجسدية، هو وسيلة حقيقية للطفل لاستكشاف قدراته الجسدية وتطويرها أيضا. ويشدد الاختصاصيون على ضرورة التمييز بين شيئين أساسيين، وهما العنف واللعب بعنف، إذ أن تقاتل الأطفال مع تعالي صيحاتهم وضحكاتهم هو لعب، يتعلم خلاله الطفل بعض المهارات لكن دون أن يتسبب في الأذى لأي أحد، في حين أن العنف قد يكون السبب في إلحاق الأذى بالآخرين. وجاء في تقارير أن الطفل الذي يميل إلى العنف في سلوكاته، فهو طفل خائف لا يشعر بالأمان، ويحاول التغلب على الخوف بالعنف الذي يلجأ إليه كلما شعر بالتوتر. أما أسباب الخوف لدى الطفل فهي غالبا ما تتعلق بتجارب سابقة أو حالية يعيشها، من قبيل التعرض لتجربة مخيفة، مثل تركه وحيدا في مكان مظلم، دون استجابة لنداءاته لفترة من الزمن أو وجود خلافات ومشاحنات مستمرة بين الأبوين أمام الطفل. من الأسباب أيضا غياب الأم عن الطفل، كما يحدث عند ذهابه إلى المدرسة للمرة الأولى، علما أن هذه الأسباب ترتبط إلى حد كبير بأسلوب تعامل الأبوين مع الطفل، خصوصا إذا نهجا أسلوب الشدة واللوم والتأنيب في علاج مشكل العنف عند ملاحظة سلوكاته. وبالنسبة إلى النصائح التي تساعد على مواجهة عنف الطفل، فتتعلق أساسا بملاحظة الأسباب التي تؤدي إلى تصرفه بعنف، سواء كان ذلك عدم استقرار جو المنزل أو غياب الأم عنه أو تركه وحده، أو معاناته بسبب قلة الاهتمام لوجود مولود جديد في البيت مثلا. وينصح بمنعه بهدوء وبحزم، إذا لاحظت الأم اعتماده على العنف في التعامل مع أي طفل آخر أثناء وجودها، مع تجنب اللوم والتأنيب، فهي وسيلتان تؤديان إلى نتائج سلبية في تقويم الطفل. إ.ر