معـرض الكتـاب… لمـة ثقافيـة

أزيد من 24 ألف زائر خلال اليومين الأولين لافتتاحه عاد المعرض الدولي للنشر والكتاب لتنظيم فعالياته بعد "دورة بيضاء" بسبب تفشي الجائحة، كما اختارت وزارة الشباب والثقافة والتواصل أن يحتضن فضاء "أو إل إم السويسي" بالرباط برنامجه الثقافي بدلا من البيضاء. وعرف اليومان الأولان من انطلاق التظاهرة الثقافية، التي تعرف مشاركة ثلة من الكتاب والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي من المغرب وإفريقيا وعدة دول، تسجيل أزيد من 24 ألف زائر. وخلال اليوم الأول من المعرض زاره 6 آلاف و970 شخصا من بينهم 1814 طفلا، وفي اليوم الثاني توافد عليه 17 ألفا و97 زائرا من بينهم 5753 طفلا. عاصمة القراءة الرباط غيرت ملامح المعرض وإقبال كبير لاكتشاف الحلة الجديدة لم يكن من الممكن تنظيم المعرض الدولي للكتاب بالمكان الذي كان يشهد احتفاليته منذ سنوات طويلة، إذ أجبرت الظروف التي مر منها المغرب، بسبب جائحة فيروس كورونا على تغيير مكانه، فتقرر نقله إلى العاصمة الإدارية للمملكة، لكن هذه الخطوة غيرت ملامحه، وصار المعرض بحلة جديدة نالت إعجاب البعض، أما البعض الأخر، فتأسف لهذا القرار، واشتاق لمعرض بلمسة بيضاوية. أين معرضنا؟ انتظر كثيرون موعد انطلاق المعرض، سيما أن قرار نقله إلى الرباط أثار جدلا كبيرا، فكان هؤلاء على موعد مع الكثير من المفاجآت. ففي إحدى أشهر الساحات بالعاصمة، وضع المعرض، وخطط لتكون الدورة الحالية من أنجح دوراته، لأن المسؤولين راهنوا عليها، باعتبار أنها استثنائية انطلقت بعد غياب بسبب الجائحة، وأيضا بعد تغيير بعض ملامح المعرض. هنا في العاصمة، انطلقت الجمعة الماضي، بشكل رسمي فعاليات المهرجان، فاكتشف الزوار النسخة الجديدة من المعرض، والتي تختلف عن نسخته الأصلية والتي اعتادوا عليها منذ سنوات طويلة. دفعت هذه النسخة الكثير من الزوار إلى التساؤل عن مصير "معرضهم"، بعدما غيروا بعض ملامحه، فاكتشفوا أنهم عندما تحدث المسؤولون عن نقله إلى الرباط، لم يقصدوا تغيير المكان فحسب, بل أيضا تغيير الروح التي كان عليها في البيضاء. فأول ما يثير الانتباه، عند دخول المعرض الدولي للكتاب في دورته "الرباطية"، "عزل" جناح "المؤسسات" المشاركة في المعرض عن جناح "الناشرين". وتخصيص فضاء خاص بالأطفال تعرض فيه كل الكتب المخصصة لهذه الفئة من الزوار، بعيدا عن الأروقة الأخرى. في البيضاء، كان الأطفال والباحثون عن الكتب الدينية، جنبا إلى جنب، وبالقرب منهم يمر مولعون بالروايات والراغبون في الحصول على آخر الإصدارات القانونية وغيرها، لكن اليوم تغير الوضع، وصار لكل واحد منهم مكان خاص به. وفي هذا الصدد، قالت نادية السالمي، من دار النشر "يوماد"، إن المعرض في دورته الجديدة عرف بعض التغييرات، والتي كانت إيجابية بالنسبة إليها. وأوضحت السالمي في حديثها مع "الصباح"، أنه من بين ما يميز هذه الدورة تخصيص جناح خاص بالأطفال، مسترسلة "لا اعتقد أن هناك فرقا بين هذا المعرض والمعارض الدولية والتي تنظم في الدول المتقدمة". وأضافت المتحدثة ذاتها أن المعرض في دورته الحالية يشجع أكثر على القراءة، وقد يساعد على عودة الزوار إلى المعرض، علما أنه خلال السنوات الأخيرة كان أغلب زواره من الأطفال، والذين نادرا ما يكونون مؤطرين، الشيء الذي كان يؤثر على أجواء التظاهرة الثقافية "لست ضد وجود الأطفال داخل أروقة المعرض، لكن تخصيص فضاء خاص بهم، بعيدا عن الأروقة الأخرى، مكن من أن تكون كل فئة مستمتعة بهذه التظاهرة"، حسب تعبيرها. اكتظاظ الشبابيك كان هناك تساؤل كبير حول التجاوب الذي سيحظى به المعرض بعد نقله إلى الرباط، وهل من الممكن أن تعرف النسخة الجديدة النجاح أيضا. ففي اليوم الثاني من فعاليات هذه التظاهرة الثقافية، تأكد للجميع أن قرار تنظيمه في الرباط لم يؤثر سلبا، وأن الحضور كان أيضا كبيرا. شبابيك المعرض الدولي للكتاب، كانت منذ العاشرة صباحا، مليئة بالراغبين في اكتشاف النسخة الجديدة، وظلت كذلك حتى قبل موعد إغلاقه بساعة واحدة. فالجميع جاء إلى ساحة السويسي سواء من أجل اقتناء كتاب والاطلاع على جديد الإصدارات، أو من أجل حضور الندوات المنظمة على هامش المعرض، أو إشباع الفضول والمقارنة بين المعرض البيضاوي والرباطي. فرغم وضع أكثر من شباك، كانت مهمة الحصول على تذكرة تتطلب الانتظار مدة طويلة، وهو ما أربك نسبيا المشرفين على ولوج المعرض، ودفعهم إلى وضع خطط كثيرة لتجنب أي مشكل يمكن آن يؤثر على صورة النسخة الرباطية من المعرض. عوامل النجاح قال أحد العارضين إن اليوم الثاني من الفعاليات كان مميزا، وإن الحضور كان كبيرا، لكن لا يمكن تأكيد نجاح الدورة إلا بعد انتهائها، علما أن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تكون وراء هذا الإقبال، منها حرص سكان المدينة، خلال نهاية عطلة الأسبوع، على اكتشاف المعرض بعد نقله. وأضاف العارض أن المبيعات المسجلة خلال المعرض، تعتبر بالنسبة إلى الكثير من العارضين، مقياس نجاح التظاهرة الثقافية، علما أن الوزارة والجهات المنظمة لها معايير أخرى، منها عدد الزوار. إيمان رضيف

معـرض الكتـاب… لمـة ثقافيـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تشييد عمارة من 7 طوابق بـ"وثيقة"

تفكيك شبكة للإجهاض السري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات