الفيلسوف الفرنسي حل ضيفا على «أيام الرباط الإبداعية» كانت ندوة الفيلسوف الفرنسي فرانسوا جوليان واحدة من بين أبرز اللحظات في عمر تظاهرة "أيام الرباط الإبداعية"، التي احتضنت الرباط أولى دوراتها، كما تخللتها العديد من الفقرات والبرامج والورشات والمواد المستديرة. ونجح الفرنسي فرانسوا جوليان من خلال المحاضرة التي ألقاها الأسبوع الماضي بالرباط واحتضنتها القاعة الكبرى للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، في أن يشد انتباه الجمهور العريض المتعطش للثقافة والفكر، وأيضا أن يترجم الهدف الرئيسي الذي اختارته مؤسسة "إيدي مانيا" المنظمة للتظاهرة بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، والمتمثل في بناء روابط جديدة بين الفكر والفنون والفلسفة والمهارات التقنية والفضاء العام. واستطاع فرانسوا جوليان لحوالي ثلاث ساعات أن يجعل جمهور المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط يتابع بتركيز شديد محاور كثيرة تطرق إليها ضمن ندوة فكرية حملت عنوان "لا دي كوانسيدونس"، إذ تقاسم رؤاه وأفكاره حول مجالات شتى ترتبط بحياتنا اليومية انطلاقا من منظور فلسفي. وأكد جوليان أن التحول مبدأ كل ثقافة، ولهذا لا يمكن الحديث عن خصائص للثقافة، بل إن كل ثقافة تعجز عن التحول تكون محكومة بالموت، مشيرا إلى أنه من الضروري التمييز بين المشترك والموحد، لأن المشترك ليس هو الشبيه وينبغي في عصر العولمة التأكيد على ذلك. والمشترك في رأي فرانسوا جوليان وحده من يمثل عنصر إغناء للثقافات، بل إنه يرى أن الكوني نفسه هو نتاج لحوار بين موارد ثقافية مختلفة. وتولى منصف المنوني، أحد الرؤساء المؤسسين لمؤسسة "إيدي مانيا"، صاحبة فكرة التظاهرة، تحت الإدارة الفنية للكاتب والناقد إدريس القري، تقديم محاضرة الفيلسوف جوليان، إذ اعتبر المحاضرة القلب النابض لتظاهرة أيام الرباط الإبداعية. وتخلل فعاليات التظاهرة الثقافية والفنية تنظيم معرض جماعي للأعمال التشكيلية للفنانين رشيد باخوز وإدريس الإدريسي الفزازي وعبد الحكيم الحسينات، وكذلك التصوير الفوتوغرافي للفنانين عبد المجيد رزقو ومصطفى مسكين، ومعرض متميز لكتب وكتاب سيوقعون إصداراتهم عن دار النشر: مركز الكتاب الثقافي، إضافة إلى ورشة عمل للأطفال حول الإبداع والرسم على الوسائط الرقمية وورشة حول الترجمة. أمينة كندي