فوضى عارمة تلك التي يثيرها مستخدمون تابعون لبعض شركات الملاحة البحرية العاملة بميناء طنجة المتوسط خلال الأيام الأخيرة، وهي الفوضى التي وقفت على عينة من أطوارها "الصباح" بهذا المنفذ البحري الهام الذي يعد مفخرة للملاحة البحرية ببلادنا، بداية من الأسبوع الجاري، حيث استقت تصريحات حية من متضررين من الفوضى والأساليب غير المشروعة التي ينهجها بعض مستخدمي الشركات البحرية، والتي لا تمت للقانون أو الأخلاق بصلة. أول هذه المظاهر السلبية التي تصيب السياحة الوطنية في مقتل، ما تعرض له أحد الشباب المتحدرين من تطوان، والذي كان في رحلة باتجاه الديار الإسبانية مباشرة بعد عيد الفطر، حيث تم "سلبه" تذكرة للباخرة تابعة لإحدى شركات الملاحة، بعد أن كان يتحوز على تذكرتين. وباستغلال توقيت الإبحار المختلف بين التذكرتين اللتين كان الشاب التطواني يتوفر عليهما بطريقة قانونية، اختار أحد المستخدمين بميناء طنجة انتزاع تذكرة عنوة من صاحبها، مفضلا الاستحواذ عليها، ورفضه إرجاعها إليه، ذلك أن الأخير لم يعرف مصيرها وكيف تصرف المستخدم فيها. وليست هذه إلا حالة واحدة من حالات عديدة للفوضى التي يتسبب فيها بعض مستخدمي شركات الملاحة بالميناء المتوسطي لطنجة، ذلك أن مسافرين وجدوا أنفسهم، بداية الأسبوع الجاري، عرضة للتسويف والتأخير في عمليات الإركاب وساعة السفر التي تتضمنها تذاكرهم بفعل المزاجية التي يتعامل بها بعض المستخدمين المحسوبين على شركات الملاحة. ومن هذه الأمثلة ما تعرضت له أسرة، الاثنين الماضي، الذي صادف تاريخ 9 ماي الجاري، بعد أن كانت تقصد الوجهة الأخرى من المتوسط، في رحلة إلى مدن الجنوب الإسباني. وحسب ما صرحت به هذه الأسرة المتألفة من أربعة أفراد، فإنهم كانوا قد وصلوا إلى ميناء طنجة المتوسط قبل ساعة ونصف من موعد السفر المحدد لهم وفق تذكرة الإبحار، إلا أن مزاجية بعض مستخدمي شركات الملاحة بالميناء، ارتأوا بدون مبرر معقول أن يؤخروا موعد سفرهم ساعات أخرى لأسباب واهية لم يفهم المعنيون دواعيها، عدا ما ادعى بعض المستخدمين من إغلاق ما عبروا عنه ب "السيستيم" في إشارة إلى عملية التسجيل الرقمية للائحة المسافرين الذين سيصعدون الباخرة. وفي تصريح لهؤلاء المسافرين المتضررين من تصرفات بعض مستخدمي شركات الملاحة البحرية بميناء طنجة ل "الصباح" طالبوا مديرية الملاحة البحرية التابعة لوزارة النقل ب "التدخل من أجل مراقبة ما يجري بهذه البوابة البحرية من فوضى وابتزاز مفضوح للمسافرين"، حيث أكدوا أن "هذه التصرفات المعزولة تصيب المجهودات التي تبذلها الدولة ومؤسساتها في مقتل، وتعرض المسافرين من سياح مغاربة وأجانب لتأخير وانتظار طويل وغير مبرر". يوسف الجوهري (تطوان)