تقرير دولي: المملكة ستواجه تحديات كبرى في توفير حاجياتها من هذه المادة في وقت استعرت فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أصبح العالم على حافة أزمة نقص إمدادات القمح، وخاصة المغرب وبعض دول شمال إفريقيا من قبيل تونس، إذ أن المملكـة تواجه شبح الجفاف، وهو أقسى موســم يعيشــه المغرب منذ 2016، ناهيك عن وجود مشاكل في الإنتاج بالنسبة إلى مصادر القمح الأخرى، من قبيل فرنسا. وتنبأ تقرير دولي صادر عن شركة "أرث ديلي أنالتيكس"، بأن المملكة ستواجه مشاكل وتحديات حقيقية، في توفير حاجياتها من القمح، التي ألفت استيرادهــا كل سنــة، مبـــرزا أن المغرب ينتج عادة 60 بالمائـــــة من القمح الذي يستهلكــــه سكانـــه، ويستورد 40 بالمائة المتبقيــــة، مشيرا إلـى أن المملكة تستورد 20 بالمائــــة تاريخيا من أوكرانيا. وأوضح التقرير أن ظروف النمو الحالية، تشير إلى أن البلاد ستشهــد اعتمـــادا متزايـــدا على الواردات فـــي 2022، فـي وقت يبلغ فيه إنتاج القمح المحلي في المغرب حاليا أدنى مستوى له منذ خمس سنوات، ويعيقه جزئيا تأخر هطول الأمطار. وأشار التقرير إلى أن المغرب يعتمد في استيراد القمح على فرنسا وأوكرانيا، مبرزا أنه من المرجح أن يؤدي الطقس الجاف الأخير في أوربا الغربية، إلى تقليل الصادرات الفرنسية بشكل كبير، ومع الأخذ في الاعتبار هذه التحديات لكل من الإنتاج المحلي المغربي وإمداداته من الواردات، فإن الحرب في أوكرانيا ستضع ضغطا شديدا على توافر القمح المغربي. وقال التقرير إن تونس مثلها مثل المغرب، إذ تحصل بدورها أيضا على جزء من القمح المستورد من فرنسا، وبالتالي ستتأثر بانخفاض الصادرات الفرنسية المتوقعة حاليا. نتيجة لذلك، ستتأثر إمدادات القمح في البلاد بشكل خاص بسبب مشكلات العرض الناجمة عن الحرب. وأشــار التقرير إلى أن سلسلــة الإمــداد الغـــذائي العالميـة اليوم، شديدة الترابط والاعتماد المتبادل. ونتيجة لذلك، فهو أيضا حساس للاضطرابات. وأوضحت الوثيقة ذاتها، أنه عندما يتعلق الأمر بإطعام العالم، فإن الحرب الحالية في أوكرانيا أحدثت اضطرابا ملموسا في سلسلة الإمداد الغذائي العالمية، على اعتبار أن أوكرانيا وروسيا من بين مجموعة من البلدان التي تنتج وتصدر المحاصيل الأساسية، مثل القمح والذرة والشعير وعباد الشمس وبذور اللفت (بديل شائع لزيت عباد الشمس)، وأن البلدان في جميع أنحاء العالم، حتى تلك التي لا تعتمد على المحاصيل الأوكرانية والروسية، تشهد آثارا مضاعفة. عصام الناصيري