إسرائيل… التحالفات الكبرى

استئناف العلاقات معها من شأنه أن يعود بالنفع على استقرار المملكة وازدهار حياة المواطنين من جملة الانتصارات التي حققها المغرب في الآونة الأخيرة، في المجال الدبلوماسي، أنه اختار لنفسه أن يكون في تحالفات كبرى، من شأنها أن تعود بالنفع على استقرار المملكة، وازدهار حياة المواطنين، والاستفادة من تجارب الآخرين، في مجالات مختلفة. ولعل العلاقة مع إسرائيل، إحدى روافع هذا التصور، الذي انخرط فيه المغرب منذ سنوات، خاصة بعد أن أعلن الملك محمد السادس في خطاب بإحدى الدول الخليجية، أن المغرب حر في تحالفاته، وأنه يتعامل مع الدول بمبدأ حسن الجوار، ولا يقبل أن يتخندق غصبا في تحالفات لا يريدها. ويمكن أن نتصور حجم المشاكل التي حلت بمجرد إعادة العلاقة مع إسرائيل، فقبل سنوات قليلة، كان مفروضا على الباحثين المغاربة، خاصة الذين يشتغلون في مجال التاريخ وتحقيق الوثائق واعتمادها في البحث العلمي، طلب الوثائق والمعطيات عن تاريخ شمال إفريقيا، الذي يوجد في خزانات إسرائيل، عن طريق دولة أخرى، ولا يمكن الحصول عليها مباشرة، علما أن الأمر لا يتعلق لا بسلاح ولا ببرنامج خبيث للتجسس، بل فقط وثائق علمية. ويوضح المثال أعلاه، أن المغرب مرتبط بإسرائيل، وإسرائيل مرتبطة بالمغرب، بحكم التاريخ وديانة التوحيد وتاريخ من العلاقات والعيش المشترك، وهو ما يفرض أن تكون هناك قوية وتعاون على أعلى مستوى، لكن المغرب وجد نفسه في مرحلة تاريخية، مضطرا للانسحاب، لأن الجو العام، خاصة مع تأثر المغرب وشمال إفريقيا بالمد العروبي والناصرية، التي دفعت المغرب إلى معاداة إسرائيل على الأقل في العلن. وإذا كانت الدولة في العلاقات الدولية، تعرف بأنها "مارد بارد"، أي وحش بدون مشاعر، لا يهمه شيء سواء المصالح، فإن المغرب لم يخترع هذه العبارة، بل عاد إلى جادة الصواب، وسمح لأبنائه اليهود بركوب الطائرة من إسرئيل صوب البيضاء ومراكش، من أجل القيام بأنشطة السياحة الدينية وزيارة القبور والأولياء. وإذا تبين إلى حدود الساعة أن العلاقات مع إسرائيل يجب أن تكون عادية، وأن العداء سببه إيديولوجية سياسية انتهت مع سقوط القذافي، وما تزال فقط في نفوس الشعوب المسكينة، التي تعرضت لغسيل دماغ، فإن المستقبل يمكن أن يكون حافلا بالنسبة إلى البلدين، بالنظر إلى حجم الملفات التي يمكن الاشتغال عليها، سواء تعلق الأمر بالجوانب الأمنية والتنسيق المخابراتي لمواجهة الجماعات المتطرفة والعصابات الدولية في مناطق النزاع، أو بالجوانب الاقتصادية التي بدأت منذ إعلان العودة إلى العلاقات الطبيعية، من خلال مشاريع زراعية وسياحية وأخرى سيبرانية. وتعتبر عملية التطبيع أو إعادة العلاقات من الانتصارات الديبلوماسية، التي استطاع المغرب فيها التخلص من ضغط أفكار القومية العربية المعادية لليهود باعتبارهم مؤمنين، وهو ما تؤكده حملات التهجير في عدد من البلدان، إذ أنه في ذلك الوقت لم يتقو بعد ما يوصف بالتيار الصهيوني، الذي حوله البعض إلى مطية لتصريف الأحقاد ضد اليهود. عصام الناصيري

إسرائيل… التحالفات الكبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مواجهات في ملف بقر بطن حامل

770 مليارا قيمة التجارة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات