المالية والفلاحة تبحثان عن «بروفايل» مناسب ووزير «بامي» يجمد مهام الرجل الثاني لم يجرؤ وزراء على تقديم اقتراحات لرئيس الحكومة، من أجل التباري على منصب كاتب عام في العديد من الوزارات "الكبرى"، التي ظلت تعاني غياب منصب الرجل الثاني فيها. وتأتي وزارة الاقتصاد والمالية، منذ أن غادرها زهير الشرفي، على رأس الوزارات الإستراتيجية، التي ظل منصب الكاتب العام فيها شاغرا، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب ذلك، ما يوحي بأن الوزيرة تريد الاستحواذ على كل شيء، وترفض التفريط في صلاحياتها الواسعة، وتقاسمها مع الكاتب العام، توخيا لتحقيق النجاعة. ويأمل مديرو مديريات ورؤساء أقسام بالوزارة نفسها، أن تعجل الوزيرة بتعيين كاتب عام لمساعدتها على التواصل مع أطر وموظفي الوزارة، الذين نادرا ما يجدون طريقا من أجل التظلم أو التشكي، أو حل مشاكل عالقة، ودراسة ملفات مهمة، وهي الأشياء، التي كانت عادة توجد فوق طاولة مكتب الرجل الثاني في الوزارة. ويرفض محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اقتراح اسم كاتب عام لخلافته، وهو الذي عمر فيه طويلا، ومازال يحن إليه، رغم ترقيته إلى منصب وزير، باقتراح من عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الذي يثق فيه كثيرا، وكان ومازال يده اليمنى في الوزارة نفسها. ومازال منصب الكاتب العام للوزارة نفسها، شاغرا منذ تعيين صديقي على رأس وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلفا لعزيز أخنوش، ما يفرض التعجيل بتعيين مسؤول جديد على رأسه، لأن الوزارة تعد من أكبر الوزارات في الهيكلة الحكومية، إذ تجر وراءها أربعة قطاعات إستراتيجية. ويبحث الوزيران التجمعيان عن "بروفايل" يليق بالمنصب نفسه، بعيدا عن السقوط في بئر المحسوبية الحزبية، فيما جمد وزير يحمل قميص الأصالة والمعاصرة، مهام كاتب عام أحد القطاعات الوزارية، وإغلاق باب التواصل معه، بسبب ارتفاع منسوب الخلافات بينهما، الموروثة عن حكومتي العدالة والتنمية. ولم تخف ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عندما عينت في المنصب نفسه، قلقها من الكاتب العام للوزارة نفسها، قبل أن تضعه في "الثلاجة"، وتقطع كل جسور التواصل معه، بحثا عن خليفة له، يكون الانسجام معه قائما، وهو ما نجحت فيه. ويمتلك الكتاب العامون للقطاعات الوزارية السلطة الفعلية، ذلك أنهم يعتبرون الرؤساء الحقيقيين للإدارات التابعة لهم، لكنهم يصبحون أكباش فداء كلما طفا على السطح خلل في التدبير. وإذا كانت بعض الخلافات بين وزراء وكتاب عامين قد طفت فوق السطح، فإن خلافات أخرى، ظلت طي الكتمان، وفضل أعضاء في الحكومة عدم نقلها إلى العلن، في انتظار إيجاد الخلف، دون ضجيج إعلامي. وينتظر العديد من الوزراء الضوء الأخضر من رئيس الحكومة، لفتح باب الترشيح لشغل مناصب كتاب عامين في أكثر من ست وزارات، باستثناء الكاتب العام لوزارة الداخلية، الذي يؤول اختصاص تعيينه لمجلس الوزراء، باعتباره من أطر الإدارة الترابية بدرجة وال. عبد الله الكوزي