الوقوع في المحظور الشعوذة غير مرتبطة برمضان أو ليلة القدر لوحدها، وإنما من يعتقد بالكهنة والدجالين، وبأنها تيسر على أيديهم الأمور، فهو يؤمن بها في سائر أيام السنة، وهذا ما ينافي الشريعة الإسلامية، إذ قال الله في القرآن الكريم "ولا يفلح الساحر حيث أتى". ومن يرى أنه يستطيع تغيير قدره بالشعوذة في ليلة القدر، فإنه واهم، ويكون بذلك قد وقع في المحظور، وعليه أن يتوب إلى الله، لأنه إن مات على الشرك، فلن تنفعه لا شعوذة ولا سحر أمام الله عزل وجل. محمد حنكرار (مدير شركة) عقلية رجعية قبل كل شيء، ظاهرة الشعوذة موجودة في المجتمع المغربي طيلة السنة، وما هو معروف أن الإناث يتعاطينها أكثر من الذكور، وبخصوص ظاهرة الشعوذة في ليلة القدر، أرى أن المجتمع المغربي يتعاطى لها بشكل موسمي، في بعض المناسبات الدينية، مثل عاشوراء وغيرها، إذ لا يعقل هذا التناقض الذي نعيش فيه، أي أنه طيلة رمضان ونحن نتعبد ونتقرب فيه إلى الله، ونطلب منه أن يحقق أهدافنا، ونأتي في ليلة 27 من الشهر ذاته، التي يقال إنها ليلة القدر، رغم أنها غير معروفة، ونقوم بطقوس باستعمال البخور وأشياء قذرة بتوجيه من السحرة والمشعوذين، لقضاء أغراض شخصية، وهذا ما يؤكد التناقض الذي نعيشه. وأعتبر أن هذه الظاهرة شرك بالله، وأي شخص تسألــــه سيقــــول الجــــواب ذاته، حتــى وإن كان يستعين بالشعـــوذة في ليلة 27 لقضــــاء أغراضـــه، وأظــن أن هـــذا الأمــر يسيء إلينــا وإلى صورة بلدنا، ما يفرض على مجتمعاتنـــا تغيير عقليتها الرجعية بخصوص هــذه المسألة. مريم الشاذلي (موظبة في شركة إنتاج) استقاهما: صلاح الدين محسن الزوج ضحية ينتظر السحرة والمشعوذون ليلة السابع والعشرين من رمضان بشغف كبير، ليس لأجل التعبد والتقرب إلى الله والتضرع إليه، بل لأعمال السحر وممارسة طقوس غريبة، ظنا منهم أنها وسيلة لترويض الزوج أو الزوجة وتقوية أواصر المحبة بينهما. هناك من يعتقد أن هذه الليلة بالذات مناسبة مواتية للمشعوذين والمشعوذات، لاقتناء أشياء غريبة مثل جلود الثعابين والأفاعي ورؤوس بعض القوارض والطيور المحنطة وأذن الحمير، إضافة إلى بعض الأعشاب الغريبة، قبل استعمالها لأغراض السحر والشعوذة، ما يترتب عنها حالات تسمم وإغماءات، وأحيانا قد يصل الأمر إلى الوفاة، ليبقى الزوج الضحية الكبرى في أحايين كثيرة، لأنه يكون مضطرا لتناول أطعمة، أو مشروبات تحتوي على مستحضرات السحر والشعوذة، بغرض الإيذاء، إما بسبب الجهل أو بدافع الحقد والحسد. خالد بوستة (أستاذ) لا تقتصر على النساء إن مثل هذه المعتقدات مازالت سائدة للأسف في المجتمع المغربي والمجتمعات العربية بشكل عام، إلى درجة أن السحر والشعوذة يمكن أن يصنفا "ثقافة" يؤمن بها مجموعة من أصحاب النفوس الضعيفة، الذين لا يمكن أن يواجهوا صعوبات الحياة كيفما كان نوعها بشجاعة وبقوة، ليكون البديل طرق أبواب المشعوذين والسحرة في شهر له قدسيته وحرمته. وبدلا أن تستغل فئة ليلة القدر في التقرب من الله والدعاء إليه تضرعا وتعبدا، فإنهم يختارون طريقا آخر إما لتحقيق أهداف شخصية، أو إلحاق الأذى بالغير. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على النساء كما يعتقد البعض، بل أصبح الرجال منافسين لهن. نبيل الكرام (صاحب مقهى) استقاهما: عيسى الكامحي