كوتـش: الاعتماد على الآخرين… عدم الاستقرار

قال مهدي العلوي الأمراني، مختص في علم النفس ومعالج أسري نسقي ل»الصباح» إن الشخص الذين يعتمد باستمرار على الآخرين يعيش نوعا من عدم الاستقرار النفسي، إذ يكون دائما لديه هاجس الخوف والقلق من تخليهم عنه. وأوضح العلوي الأمراني أنه نتيجة عدم قدرة الشخص على اتخاذ قرارات معينة في حياته والاعتماد بشكل دائم على الآخرين، فإنه يقع في دائرة الخوف من المستقبل ومن تخلي المقربين عنه أو رفضه ما يجعله في حالة نفسية يغلب عليها التوتر المستمر. «إن الإنسان حين يولد طبيعي أن يعتمد على الأم أو الأب، لكن إذا استمر الاعتماد يتحول إلى حالة مرضية، إذ يعد الهدف الرئيسي من التربية هو أن يصل الابن إلى درجة من الاستقلالية يستطيع من خلالها تدبير جميع الأمور بمفرده ودون الاستعانة بمحيطه في كل مرة»، يقول العلوي الأمراني. وترجع أسباب اعتماد الشخص على الآخرين، حسب العلوي الأمراني، إلى عدة عوامل أبرزها طريقة تربيته في الطفولة، إذ كلما كان الاهتمام به مبالغا فيه من خلال الحماية الزائدة أو نتيجة الإهمال والتسلط، ما ينتج عنه خصاص عاطفي، كان لذلك تأثير سلبي على الشخص على المدى القريب والبعيد، إذ يشعر دائما أنه بحاحة إلى من يساعده ويعتمد عليه في أمور كثيرة تهم حياته بشكل عام. «هناك كثير من الحالات تعاني مشكل الاعتماد على الآخرين، إذ قد يكون الشخص مثلا بلغ سن الأربعين ولا يستطيع أن يأخذ قرار زواج والاستقرار لأنه ببساطة يعتبر شخصية اعتمادية»، يقول العلوي الأمراني، مضيفا «هذا ما يجعل الشخص يشعر بقلق كبير وإحباط ويصل في بعض الحالات إلى نوبات الهلع، إذا غاب من يستطيع أخذ قرارات بدلا منه، ما يطرح مشكلا كبيرا أمامه، بل وعائقا يصعب تعامله معه». ويعتبر التعامل مع الشخص المعتمد على الآخرين صعبا، خاصة إذا تعلق الأمر بشريك حياته، إذ غالبا ما يتركه في مفترق الطرق, إذا رفض أن يتخذ القرارات بدلا منه وتنفيذ ما يرغب فيه. «إذا حدث عكس ما يتوخى الشخص المعتمد على الآخرين فإنه غالبا ما يوجه اللوم لهم ويجعلهم يشعرون أنهم تخلوا عنه، رغم أنه يعتبر فاقدا للاستقلالية»، يقول العلوي الأمراني. أمينة كندي

كوتـش: الاعتماد على الآخرين… عدم الاستقرار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة جانحين بسيدي بنور

وصفات كراميلا

مقالات ذات صلة