التــنــاغــم اللـــغــوي

يهود الأندلس والمغرب ... قصة تعايش 6 العربية كانت لغة القبائل اليهودية العربية قبل مجيء الإسلام نقدم لكم في هذه السلسلة من الحلقات، تاريخا من التعايش بين اليهود والمغاربة، تحدث عنه حاييم الزعفراني، ابن الصويرة، الذي اعتبر من أشهر الكتاب في عهده. من أصل 15 كتابا نشره حول علاقة اليهود والعرب، اعتبرت جلها وثائق تاريخية عن التعايش السلمي والفكري والثقافي السليم بين الديانتين، يعتبر كتاب “يهود الأندلس والمغرب” من أشهرها، إذ تحدث فيه عن طريقة عيش اليهود في المغرب، وكيف وجدوا فيه بيئة هادئة ومتينة لربط علاقات مهمة، والنجاح في مهن مختلفة. توفي في 2004، لكنه ترك خلفه إرثا لن يموت، وكتبا سلطت الضوء على حقبة من التعايش السلمي الجميل بين “الإخوة”. العقيد درغام بحسب الزعفراني، فإن الانسجام اللغوي لتلك الحقبة، مثل التناغم الموجود بين اليهود، إذ تبنى اليهود اللغة العربية السائدة، "التي صارت لغة الحضارة والفكر حيث جعلوها تحل محل اللغة الآرامية التي لم تعد تستعمل منذ ذاك، إلا في النصوص التلمودية". يقول الزعفراني إن "اليهود لم يجدوا أي حرج تجاه هذه اللغة التي يعتبرونها لغة لهم أيضا. فقد كانت لغة القبائل اليهودية العربية قبل مجيء الإسلام. يكفي في هذا الصدد، أن نذكر اسم الشاعر اليهودي السموأل بن عاديا، صنو امرئ القيس في العصر الجاهلي، كما نذكر أيضا بتخلي يهود فاس بعد ظهور الإسلام عن تلاوة النصوص التوراتية المكتوبة باللغة الآرامية، كما نبه إلى ذلك يهودا بن قريش الطاهرتي، في رسالته الشهيرة المشار إليها سابقا". في مجال الأدب، "فإن البحث في تقاليد الإنشاء الكتابي والشفوي لدى اليهود العرب، ينبئ بوجود بنيات وعناصر مشتركة بين هؤلاء وأولئك، والتشابه واضح من جهة بين التلمود و"المدارش" والفلكلور اليهودي. من جهة أخرى، بين نظيره الأدبي العربي وبالخصوص في أدبيات الأسانيد المروية والقصص الدينية وقصص الأنبياء، كإبراهيم ويوسف وموسى وأيوب، علاوة على تشابه مجموعة من المواضيع التي تجسدت في القصة الأدبية والشعر الشعبي والأمثال والتقاليد الشفوية لدى كل من أتباع الديانتين". يقول الزعفراني إن "هذا التماثل لا ينحصر في الأدب اليهودي المكتوب باللغة العربية وحسب، بل يمتد إلى الإبداع الأدبي المكتوب باللغة العبرية، في الشعر على وجه الخصوص، حيث نجد التناغم اليهودي والعربي يتمثل في أكمل وأروع صورة". يعتبر الزعفراني أن هذا التمرس اليهودي بالفكر والأدب العربيين، "أدى إلى الاهتمام باللغة العربية الكلاسيكية الصافية، كما أدى تبعا لذلك إلى الرغبة في تجديدها، وأيضا أدى إلى التمرس بالشعر العربي إلى نقلة الشعر العبري وغرسه في أرض خصبة غير معروفة من قبل، فاستقى من مناهل جديدة ثورة غيرت من معالمه شكلا وضمونا". سبق للعلاقة بين الإسلام واليهودية أن كانت موضوع دراسات مختلفة، منذ قرن ونصف قرن، إذ بدأ ذلك أبراهام كيجر مرورا بغودزيهير، ثم مونك في كتابه "الخليط بين الفلسفة اليهودية والعربية". تنامت هذه الدراسات في دول أخرى مثل بريطانيا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بل يقول الزعفراني إنها وصلت للهند، بعدما نشر علماء مسلمون عملا مهما لأحد المفكرين اليهود من ذوي الأصالة في التفكير، من أهل القرن 12، وهو أوحد الزمان أبو البركات هبة الله بن مالكة البغدادي، الذي وضع أسس العلم الحديث بفضل نقده لطبيعة أرسطو، واعتنق الإسلام في سن متقدمة، إذ يعتبر أحد خمسة من كبار الفلاسفة المسلمين الذين عرفتهم العصور. فلسفة يقول الزعفراني إن "الدارسين لاحظوا أن ظاهرة التناغم اليهودي العربي كانت أبرز في ميدان الفلسفة"، إذ يعني بذلك "نفوذ العلم ومنهج الفكر الإغريقي في المحيط اليهودي، بوساطة الكتابات العربية ونفوذ الفكر الهيليني في الفكر اليهودي عن طريق الفكر الإسلامي".

التــنــاغــم اللـــغــوي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مساعدات وهمية للسطو على المعطيات الشخصية

مصرع مغربي احتراقا بإسبانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات