fbpx
بانوراما

ربيع الإرهاب في الجزائر 1 … ضابط يتبول على معتقل تحت التعذيب

يعد كتاب “ربيع الإرهاب في الجزائر… شهادات وحقائق صادمة عن جرائم ” د إر إس” المخابرات العسكرية، لمؤلفه، اعمر رامي، المترجم في 2022، وهو من بين الكتب التي تطرقت إلى جرائم مافيا الجنرالات في الجزائر من خلال رواية قصص التعذيب المرعبة والقتل والخراب في العشرية السوداء التي اقترفتها أيادي المخابرات بإشراف من الجنرالين خالد نزار، وتوفيق مدين.

إعداد: أحمد الأرقام

تم إنشاء وزارة التسليح والعلاقات العامة خلال ثورة التحرير وجندت قتلة كان دورهم آنذاك التصفية الجسدية لشخصيات قيادية مستهدفة، أما خلفاؤهم في بن عكنون ومصالحها التابعة والتي تتمتع بالحصانة المطلقة فيقومون بعمليات تصفية أفراد وجماعات وإبادة قرى بكاملها دون التفريق بين رجل وامرأة أو طفل.

 وشاهدت أفعالا منحطة  ومهينة لضباط القيادة العسكرية العليا، مثل ما قام به عباس غزيل بشكل مقرف وهو يتبول على الجسد العاري الغائب عن الوعي لأحد المعتقلين الذي رمي تحت قدميه أمام المعتقلين وجلاديهم. ذلك الشاب الجزائري بقي ساعات طويلة وهو عار في برد فصل الشتاء، فأكملوا فعلتهم الشنعاء برشه بالماء المثلج والركلات إلى الرأس والصدر، فتكالب عليه أولئك الحثالة إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.

 ورفضت عائلات وأصدقاء ورفاق ذكر أسمائهم وهم تحت التعذيب لأسباب أتفهمها. وأعتقد أنه يحق  إبلاغ القراء بوجود تعذيب ممنهج في جميع هياكل المخابرات العسكرية.

 سأنقل للقارئ جميع الأحداث دون تحريف أو استغلال أو حياد عن الحقيقة، التي تهم تجربتي الشخصية مع الاختطاف والاحتجاز في مركز عبلة( عنتر سابقا) وفترة إيداعي سجن بربروس وتوقيفي في سجن لامباز، وإقامتي سجينا غير مرئي في سجن الشلف المسمى سجن الخوف في درجات برودة بلغت تحت الصفر.

 وتوجد فروع ثلاثة متوارثة عن وزارة التسليح والعلاقات العامة وهي المديرية المركزية للأمن الداخلي، والمديرية المركزية للأمن الخارجي، والمديرية المركزية للأمن العسكري التي تعتبر المسؤول المباشر عن المأساة التي مست ربع مليون جزائري حسب الاحصائيات التي أتى على ذكرها رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحى، والتاريخ سيكشف حتما إلى أي مدى هو رقم بعيد عن العدد الحقيقي للضحايا الأبرياء.

 بعد مرور ثلاثين سنة عن الجرائم المرتكبة في مراكز التعذيب المخصصة لمحو أي معارضة للنظام العسكري حان وقت سرد الأحداث والحقائق بكل تفاصيلها لترسم صورتها في الأذهان وتحفر في الذاكرة، لذلك توجب ذكر اسم الجلاد ومركز التعذيب والسجن، إذ ذاق الكثيرون ألوانا من الآلام والمعاناة.

 وأنا من بين أحد الناجين الذين لا يزالون على قيد الحياة من بين عدد كبير من الذين استطاعوا الصمود في تلك السنوات المرعبة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى