لقاء مدريد بين المقاومة وزعماء الاستقلال

بنسعيد...أوراق المقاومة 1 بنسعيد يروي تجربته في جيش التحرير بالجنوب والمعارك ضد القوات الفرنسية والإسبانية بالصحراء شكل الاعتراف الإسباني الأخير بجدية مقترح الحكم الذاتي، واعتباره الحل الوحيد لطي نزاع ملف الصحراء، تحولا عميقا في العلاقات بين البلدين الجارين، بالنظر إلى المسؤولية التاريخية لمدريد، باعتبارها البلد المستعمر سابقا للصحراء. ويمثل اعتراف إسبانيا، صحوة ضمير ومصالحة مع التاريخ، وهي التي واجهت قواتها مقاومة من قبل جيش التحرير في الصحراء، دون بعض فصولها المقاوم محمد بنسعيد آيت يدر في مذكراته، التي اختار لها عنوان "هكذا تكلم محمد بنسعيد». وتنويرا لقراء "الصباح" بفصول من ملحمة المقاومة في الجنوب، اخترنا نشر فصول من مذكرات بنسعيد، بعد الحصول على موافقة منه. إعداد: برحو بوزياني كان اللقاء في العاصمة الإسبانية بدار الكبير الفاسي، بحضور المهدي بن بركة وعلال الفاسي والدكتور الخطيب والحسين برادة وعباس لمسعدي وآخرين من بينهم كاتب هذه السطور. كان المقصود من الاجتماع تقييم الأوضاع السياسية والعسكرية واستشراف الآفاق المستقبلية المطروحة أمام المغرب، مع التنسيق بين قيادة حزب الاستقلال وجيش التحرير. كانت الخريطة السياسية قد طرأت عليها عدة تغييرات بعد عودة الملك، فإلى جانب ما يمثله من وزن على الساحة، برزت طموحات عدد من السياسيين وبعض قياديي الجيش. وشكلت المفاوضات مع الفرنسيين مبعث خوف وقلق عند إخوتنا الجزائريين، خصوصا وأن تونس نهجت من قبل النهج نفسه لتحصيل استقلالها، لذلك سعت جبهة التحرير الجزائرية من خلال ممثليها في الناظور ضمن لجنة التنسيق بينها وبين قيادة جيش التحرير إلى استمالة هذا الأخير ودفعه لفك ارتباطه مع السياسيين وتحديدا مع حزب الاستقلال. وقد استطاع محمد بوضياف والعربي بن مهيدي، عضو الجبهة بلجنة التنسيق المذكورة (اغتيل وقتها بوهران) أن يؤثرا على عباس المسعدي عندما أقنعاه بالطرح المشترك لجبهة التحرير والجانب المصري. لذلك كان طبيعيا أن يسعى المسعدي في لقاء مدريد إلى عرقلة أي تفاهم ممكن بين حزب الاستقلال وقيادة المقاومة وجيش التحرير، وأول شيء فعله هو أنه طلب من المهدي بن بركة والكبير الفاسي أن يتركا قاعة الاجتماع، بدعوى أنهما لا ينتميان إلى المقاومة، متناسيا أن الكبير الفاسي كان همزة الوصل بين المقاومة المغربية المسلحة والزعماء السياسيين بالخارج، وهو من أخذ بيد المسعدي نفسه وفتح له سبيل الاتصال بمصر، بعدما كان مجرد مقاوم عاد. وبتدخل من علال الفاسي انسحب المهدي والكبير حتى لا ينفجر اللقاء. تمخض الاجتماع عن مجموعة من الاتفاقات صادقنا عليها بالإجماع، منها عدم تجريد جيش التحرير من سلاحه، مع جعله النواة الأولى للجيش الوطني في وقت لم يكن فيه الجيش الملكي قد رأى النور بعد، ومحاكمة الخونة الذين تعاملوا مع سلطات الاحتلال، واستمرار الكفاح المسلح حتى جلاء آخر مستعمر عن الأراضي المغربية، بيد أن كل تلك الاتفاقات ظلت مجرد حبر على ورق. في سياق هذه الترتيبات، تفاجأنا بأن عبد القادر بوزار اتصل بوزير الداخلية لحسن اليوسي، واتفق معه على تسليمه سلاح جيش التحرير. لم تكن تلك الحركة منتظرة، وعلى الفور كلف الدكتور الخطيب بعزل بوزار باعتبار أنه هو من نصبه على رأس إحدى الفصائل. كان الاتفاق قائما على تبليغ الملك بضرورة استمرار جيش التحرير على أساس أن الجيش الفرنسي لم يخرج بعد من البلاد، والسلطات الفرنسية لم تقدم ما يكفي من ضمانات يمكن الوثوق بها، لكن ما وقع أن الدكتور الخطيب لم يوقف بوزار، بل جاء بفصيل من الجيش وقدم البيعة لمحمد بن يوسف بدون علم من رفاقه في القيادة.

لقاء مدريد بين المقاومة وزعماء الاستقلال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق في قروض مقابل رشاو

ربيع الإرهاب في الجزائر 1 ... ضابط يتبول على معتقل تحت التعذيب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات