ملعب فاس… عودة الروح

ملاعب متوجة (الأخيرة) أطلق عليه اسم الملعب البلدي ثم ملعب مولاي الحسن وبعدها ملعب الحسن الثاني نقدم لكم في هذه السلسلة من الحلقات أشهر الملاعب الوطنية، والتي شهدت تتويجات محلية وقارية تاريخية، وساهمت بشكل كبير في رفع أسهم أندية، ورفعت على أرضها راية المغرب، في محافل ومسابقات قارية ودولية. من العربي الزاولي بمنطقة الحي المحمدي الشهيرة بالبيضاء، مرورا بملعب محمد الخامس، وسطاد “فيليب”، ثم ملعب مولاي عبد الله بالرباط، وصولا إلى ملعب الحارثي بمراكش، والحسن الثاني بفاس، سنتطرق لتاريخ مليء بالإنجازات، والحالة التي باتت عليها هذه الملاعب اليوم.لم تقتصر الإنجازات المحققة في هذه الملاعب على الفرق، بل شهد بعضها تألقا للمنتخبات الوطنية، بكل فئاتها، والتي رفعت راية البلاد على أرضها. عبد الإله المتقي أنشئ في 1930 من قبل المستعمر الفرنسي، واعتبر من أهم ملاعب المغرب التاريخية. أطلق عليه اسم الملعب البلدي بفاس، ثم ملعب مولاي الحسن، وبعدها ملعب الحسن الثاني. استقبل مسابقات تاريخية، ومباريات مهمة للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم. من منا لا يتذكر مباراة المنتخب الوطني والسنغال، في 1974، أمام المنتخب السنغالي، أو الدوريات الدولية التي كانت تنظم على أرضيته، من بينها دوري الشرطة بمشاركة منتخبات قوية، مثل تونس وليبيا والجزائر، ناهيك عن احتضانه لنهايات كأس العرش، أبرزها تلك التي جمعت بين الرجاء الرياضي والجيش الملكي في 1996، والتي حضرها الملك الراحل الحسن الثاني، أو مباراة المنتخب والجزائر في 2000. طال الإهمال سنوات ملعب الحسن الثاني، وبات مرتعا لكل الأمور السيئة، إذ ازداد هذا التجاهل، بعد تشييد ملعب فاس الكبير. محيطه ظل مرتعا للمتشردين والأزبال والنفايات وعاملات الجنس، إذ تحولت أرضيته لأرض قاحلة، رغم أنها شهدت بروز لاعبين دوليين تاريخيين، مغاربة وأجانب، لعبوا على أرضيته. مرافقه تحولت إلى خراب، علما أنها كانت الأفضل في سنوات خلت، في المملكة كلها. بعد وصول الملعب إلى هذه الحالة، لم يعد يشد انتباه حتى فرق الهواة، التي نسيته، وفضلت استقبال مبارياتها في ملاعب خارج فاس، عوض ملعب الحسن الثاني. سعته تصل إلى 10 آلاف متفرج، وكان يحتضن مباريات المغرب الفاسي ووداد فاس، بالإضافة إلى فرق تمارس في الأقسام السفلى. لعبت على أرضيته مباريات تاريخية بالبطولة الوطنية، بل ساهم في فوز «الماص» بألقاب مهمة، من بينها ألقاب البطولة سنوات 1965 و1979 و1983 و1985، وهي الألقاب التي يتوفر عليها الفريق بالبطولة. وبالإضافة إلى ذلك، فاز المغرب الفاسي بلقب كأس العرش أربع مرات بمساعدة ملعب الحسن الثاني، سنوات 1980 و1988. كان يحتضن أيضا ديربي فاس التاريخي، بين الوداد و»الماص»، إذ كانت جنياته تمتلئ عن آخرها، وكان من أبرز الديربيات في البطولة في سنوات خلت. في الفترة الأخيرة عاد الحنين لملعب فاس، وعادت الفرجة إليه، بعد إصلاحه من قبل السلطات، وبدعم من الجامعة الملكية لكرة القدم. اعتبر يوم عودة «الواف» و»الماص» لأرضيته، «عيدا» بالنسبة للفاسيين، إذ بات قادرا على احتضان مباريات بحضور جمهور كبير، إذ يمني الفريقان الفاسيان النفس في أن تكون هذا العودة دفعة قوية للتتويجات والمنافسة على الألقاب. في فبراير 2020، تم تسليم ملعب الحسن الثاني إلى جماعة فاس، بعد طول انتظار، وبعد نهاية كل الأشغال فيه. تعزز الملعب بكراس لاستقبال الجماهير، وباتت سعته لا تتجاوز 6000 متفرج، إذ كلفت الإصلاحات مبلغ 20 مليون درهم، لتطوير كل مرافقه، إذ كان يحتاج للكثير من الإصلاحات بسبب حالته المزرية التي كان عليها. لا يمكنه استقبال مباريات المنتخب في الوقت الحالي، لكنه يمكن أن يكون معقلا حقيقيا للفريقين الممارسين في بطولة النخبة، من أجل العودة للأضواء.

دركي يقود شبكة دولية للمخدرات

إيقاف زعيم عصابة بالدريوش

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات