صوته الرخيم وترتيله الأخاذ للقرآن جعلاه الأكثر إمتاعا واستقطابا للمصلين مازالت نجومية أئمة رمضان تتسع من موسم إلى آخر، لوجود مقرئين نجحوا في جذب المصلين، لأصواتهم الشجية والخاشعة، وحضورهم القوي طيلة هذا الشهر الفضيل. ولأن صلاة التراويح أضحت ملاذا للمصلين، من أجل التقرب إلى الله، فإن انتقاء الأئمة، ممن يتوفرون على أصوات جيدة، أضحت أولى الأولويات في رمضان، حتى لا يشعر المصلون بأي ملل، أو ضيق، عملا بمقولة "الصلاة خلف إمام شجي أفضل بكثير من الوقوف وراء آخر لا يحسن تلاوة القرآن"، طالما القصد أن يشعر المصلي مرتاحا للإمام، الذي يؤمه. المقرئ الشاب إبراهيم بن صالح الصالحي، إمام لفت الأنظار إليه بمسجد أهل الله (السلام سابقا) في القنيطرة، وانتزع قلوب المصلين، لما حباه الله من صوت تخشع له الأبدان وأداء حسن في الترتيل يترك آثاره في القلب ويغذي الروح. لا حديث في القنيطرة إلا عن مسجد أهل الله، المشيد على مساحة 7 آلاف متر مربع، ويضم قاعات للصلاة، ودار القرآن ومرافق للوضوء وحدائق، وإمامه إبراهيم بن صالح، المتحدر من قلعة السراغنة جماعة أولاد اصبيح دوار أولاد علي، فكلاهما سرقا الأضواء من مساجد أخرى بعاصمة الغرب. الذين يصلون خلف إبراهيم لا يملون، ولا يشعرون بضيق، أو رغبة في المغادرة، بما أن صوته الرخيم يأسرهم أكثر من غيره، ويجعلهم أكثر خشوعا، واستمتاعا بالقرآن الكريم، إلى حد أصبح معه حجز مكان بالمسجد رهانا ينبغي كسبه مباشرة بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار. صلاة التراويح بمسجد أهل الله عبارة شائعة بين سكان القنيطرة، ليس لجودة تصميمه ونظافته واتساعه فحسب، بل لوجود مقرئ شاب يحسن تلاوة القرآن، وتعامله الحسن، وقدرته على جعل صوته الشجي يخطف الأضواء في هذا الشهر الفضيل، كما كان دوما، وهو إمام ومقرئ في العديد من مساجد المملكة. ولم يكن المقرئ إبراهيم لينال الحظوة والتميز، لو لم يتلق تعليمه الديني على يد نخبة من العلماء وحفظة القرآن، ونهله من علوم الدين والفقه والأحاديث النبوية الشريفة، إلى أن صار نجما لا يشق لع غبار في صلاة التراويح. بدأ إبراهيم بن صالح الصالحي حفظ القرآن بمسقط رأسه بقلعة السراغنة على يد الشيخ الراحل سي صالح مفتاح، لينتقل بعد ذلك إلى سطات ليواصل شغفه الديني على يد الشيخ عبد المالك الصالحي، قبل أن يتوجه إلى سوس العالمة للتعلم والاستفادة أكثر من الشيخ أحمد أيت اعزة. درس العلوم الشرعية بمدرسة الاثنين أولاد تيمة، ليلتحق بالمدارس العتيقة بالمنطقة نفسها، قبل أن يتخرج من مدرسة تنالت على يد الشيخ الراحل الغالي الدادسي. عيسى الكامحي