طنجة تستقبل بواخر على متنها مسافرون مغاربة وأجانب استأنفت بشكل رسمي، أول أمس (الثلاثاء)، البواخر الاسبانية خدمات نقل المسافرين بين الموانئ المغربية والإسبانية، بعد توقف دام عامين متتاليين بسبب تبعات جائحة كورونا، وكذا الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الجارين، التي انتهت أخيرا عقب تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء المغربية وتأييدها لمشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل النزاع. وتفعيلا للبيان المغربي الإسباني المشترك، الذي أكد المصالحة بين المملكتين، رست بالرصيف الأول لميناء طنجة المتوسط للمسافرين أول باخرة لنقل الركاب قادمة من ميناء الجزيرة الخضراء بجنوب اسبانيا، وعلى متنها مجموعة من المسافرين المغاربة، الذين عبروا عن سعادتهم وارتياحهم لقرار طي صفحة الخلافات بين البلدين الجارين وإعادة فتح الرحلات البحرية بينهما بطريقة منتظمة واعتيادية، مشيرين إلى أن أجواء الرحلة مرت في ظروف جيدة. وذكر كمال لخماس، مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، أنه بعد قرار إعادة فتح الخطوط البحرية بين المغرب وإسبانيا، تعبأت جميع الأطقم التابعة للسلطات المينائية والمصالح الإدارية والأمنية والجمركية لإنجاح العودة التدريجية للرحلات البحرية وضمان مرورها في ظروف ملائمة، وكذا الحرص على راحة وسلامة كل المسافرين سواء المغاربة أو الأجانب. وأوضح لخماس، في تصريح للصحافة، أن الشركات البحرية ستستأنف تدريجيا خدمات نقل الركاب بين ميناءي طنجة المتوسط وطنجة المدينة بالمغرب وميناءي الجزيرة الخضراء وطريفة بجنوب إسبانيا اعتبارا من أول أمس (الثلاثاء)، وستخصص فقط للمسافرين الراجلين أو الذين يحلون على متن الحافلات، أما بالنسبة لنقل المسافرين بعرباتهم، يقول لخماس، ستستأنف الخدمات ابتداء من يوم الاثنين المقبل (18 أبريل الجاري)، وفق التدابير المنصوص عليها للحد من جائحة "كوفيد 19"، وتأمين صحة المسافرين خلال رحلاتهم البحرية. أما بخصوص الرحلات البحرية الطويلة المدى الرابطة بين طنجة المتوسط وفرنسا وإيطاليا، أكد المسؤول أن الرحلات استؤنفت منذ الاثنين الماضي بوتيرة ضعيفة، ويتوقع أن يرتفع عدد الرحلات خلال الأسابيع المقبلة مع انتعاش حركة نقل المسافرين واقتراب فصل الصيف. وختم المسؤول تصريحه بالقول إن "ميناء طنجة المتوسط انخرط، طيلة فترة الإغلاق، في برامج بميزانية إجمالية تفوق 85 مليون درهم لتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين، وشملت أساسا تهيئة محطة المسافرين وزيادة عدد المساحات المظللة في مختلف مناطق الميناء، وتهيئة مسار إضافي للعربات لتقليص وقت الانتظار، بالإضافة إلى تعزيز مختلف الخدمات المقدمة للمسافرين، كتهيئة باحة للأطفال وقاعات للصلاة والانتظار... ومع دخول قرار إعادة الربط البحري بين المغرب واسبانيا حيز التنفيذ، استقبل ميناء طنجة المدينة بدوره أول باخرة لنقل الركاب تابعة للشركة الإسبانية "إيفريس"، وعلى متنها عشرات المسافرين، أغلبهم من المغاربة المقيمين باسبانيا، الذين حلوا بالتراب المغربي عبر هذا المرفأ البحري بعد سنتين من التوقف بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد. وحسب مسؤول في قبطانية الميناء، فإن الشركة التي تسهر على تأمين خدمات النقل البحري بين ميناءي طنجة المدينة وطريفة الاسباني، ستعمل في البداية على تنظيم رحلتين بحريتين يوميا بين الضفتين، وستخصصهما فقط للمسافرين الراجلين، على أن تشرع في نقل العربات ابتداء من الاثنين المقبل، مؤكدا أنه من المنتظر أن يرتفع عدد الرحلات تدريجيا مع عودة ظروف السفر إلى وضعها الاعتيادي لما قبل الجائحة. المختار الرمشي (طنجة)