عندما رفض الخطابي مساعدة “هتلر”

عبد السلام الغازي... ذاكرة حية 7 عرض عليه تهريبه بغواصة خلال الحرب العالمية الثانية فآثر مواجهة قدره يعيش عبد السلام الغازي بأحد أحياء القنيطرة، بعيدا عن الأضواء، رغم أنه كان فاعلا ومؤثرا في عدد من الأحداث التي ميزت فترة ما بعد الاستقلال، خاصة الاحتجاجات الطلابية، خلال حقبة الستينات، كما يحفظ في ذاكرته جوانب عديدة من حياة آل الخطابي، الذي ما تزال تربطه معهم علاقات وثيقة، إذ أسس منتدى محمد عبد الكريم الخطابي للفكر والحوار، لتسليط الضوء على حياة هذا القائد، الذي ذاع صيته في العالم. ويعتبر الغازي ذاكرة حية، يقصدها الباحثون الأكاديميون والطلبة للاطلاع على معلومات قيمة عن تلك الحقبة التي توجد بها نقط ظل كثيرة. التقته «الصباح» وأجرت معه حوارا يحكي فيه جزءا من ذاكرته و جوانب من حياة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي. عبد الواحد كنفاوي < استطاع محمد عبد الكريم الخطابي أن يؤسس حركة تحررية وحكومة حرة لا تخضع لشروط الغرب وهو في أوج سيطرته على المعمور كلها، فسكان الريف إذاك لا يتجاوزون نصف مليون بمن فيهم سكان الجبل. ولم تثنه عمليات المقاومة على شق الطرقات وبناء المدارس، لأنه كان يعلم أن بناء الإنسان هو السبيل الأمثل للانعتاق من هيمنة الدول الغربية. لذا، تكالبت على حركته كل دول الغرب الاستعماري، مستعملة مختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الكيمائية، ما كاد أن يبيد الحرث والنسل. أمام الأضرار التي لحقت المنطقة، وتكالب الغرب وانحطاط المسلمين، أبى إلا أن يقدم نفسه وأهله فداء لما تبقى، وبرضا نفسه التجأ إلى تركيست وبترتيب من الشريف احميدو الوزاني، تفاوض مع الفرنسيين واستقبلوه، باعتباره رجل دولة، وكانت النتيجة أن يغادر البلد الذي كان يريد تحريره من العدوان الغربي. < ركب صهوة جواده من تركيس إلى تازة، ومنها إلى فاس، بعدها نقل وأسرته إلى منفاه السحيق بجزيرة «لا ريينيون»، التي سيمكث فيها عشرين سنة. وخلال الحرب العالمية الثانية عرض عليه هتلر تهريبه بغواصة لكنه رفض، لأن عبد الكريم لا يعرف خيانة العهود أو الخوف، مادام أنه يدافع عن حق وطنه المغرب في العيش بسلام وبدون وصاية. < تمكن محمد عبد الكريم الخطابي في منفاه بـ «لاريونيون» من نسج علاقات صداقة مع أهلها وأضحى قبلة للزوار، وفي هذا المضمار يحضرني ما ذكر لي الدكتور السمرائي، أثناء مشاركتي في المؤتمر القومي الإسلامي بإسطنبول قائلا: «قل ياسيدي، سيدي محمد بن عبد الكريم رضي الله عنه»، مضيفا أنه كان من الذين زاروه مرارا، في منفاه، وهو الذي كان يحمل رسائل منه إلى الأمة الإسلامية يدعوها للتحرر، لأن الاستعمار قد مات ووجب دفنه. < رست الباخرة، في طريق عودته من جزيرة «لاريونيون»، بزنجيبار، واحتفل به أيما احتفال، وكان الأمر مماثلا لما توقفت الباخرة بعدن ومنها أبرق السيد محمد الطاهر الفلسطيني إلى الجامعة العربية يخبرها أن الزعيم عبد الكريم الخطابي سيمر بقناة السويس، لذا يجب الاستعداد للحدث، وكان بالقاهرة آنذاك زعماء شمال إفريقيا، بورقيبة وعلال الفاسي والمهدي بن عبود، الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالملك فاروق، فطلب منه بأن ينزل عبد الكريم بمصر. وتكون فريق من الزعماء ليلتقوه في قناة السويس لكي ينزلوه، لكنه رفض الهروب، كما أنه كان يرى أن الأمر من شأنه أن يضر بمصالح مصر، لكنهم تعرضوا له مرة أخرى ببور سعيد، حاملين معهم قبول نزوله بمصر من قبل الملك فاروق، وأمام هذا القبول وعزيمة الوفد المغاربي على إنزاله بمصر ما كان له إلا أن يوافق وينزل ببورسعيد عند توقف الباخرة للتزود دون أمتعته، وكان باستقباله مسؤول بورسعيد.

عندما رفض الخطابي مساعدة “هتلر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال معتدين على رئيس جماعة ببولمان

سيدي بليوط... الراعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات