حرب “بونات” البنزين بالمجالس

استعرت حرب «البونات» بين رؤساء المجالس الترابية، ونوابهم، ورؤساء المجالس الدستورية، وتحولت اجتماعات المجالس إلى فضاء لتبادل المنافع بين أعضاء الأغلبية والمعارضة، في إطار سياسة «عطيني نعطيك». وقالت مصادر «الصباح» إن منتخبين بمختلف المجالس الترابية في مدن وأقاليم كثيرة، توافقوا قبل انعقاد دورات المجالس، على توزيع» البونات» في ما بينهم، على أساس المصادقة على بنود كراء السيارات، لتفادي تحمل ارتفاع الأسعار، إذ واصل اللتر الواحد من «البنزين» ارتفاعه إلى 14.17 درهما، و»الغازوال» إلى 13 درهما. وأكدت المصادر أن المنتخبين، استغلوا الظرفية الصعبة التي تمر منها البلاد، وأرادوا الاستفادة من «بونات» البنزين، على حساب المواطنين دافعي الضرائب لركوب سيارات تكلف الملايير من الميزانية، رغم إصدار رئيس الحكومة دورية حث فيها كبار المسؤولين، والوزراء، على ضرورة ترشيد النفقات المرتبطة بتسيير الإدارة، وكراء السيارات، وتقليص نفقات التنقل داخل وخارج المملكة، والمصاريف المرتبطة بالفندقة، والاستقبالات، وتنظيم الاحتفالات، والمؤتمرات. ورمى المنتخبون، دورية رئيس الحكومة، وراء ظهورهم، وتسابقوا على خطف «بونات البنزين»، على أساس المصادقة على بند كراء السيارات أو شرائها، علما أن أغلب المجالس تتوفر على حظيرة سيارات، كما أن الرئيس ونوابه هم في غنى عنها، لأنهم يتوفرون أصلا على سيارات، بخلاف رؤساء المناطق الصحراوية والجبلية، التي تعاني وعورة المسالك وتتطلب سيارات رباعية الدفع. وحدد مجلس مراكش ميزانية لكراء السيارات بما يزيد عن مليوني درهم. وخصص مجلس البيضاء، ميزانية لكراء 270 سيارة، بـ 3 ملايير و300 مليون، كما اقترح مجلس الرباط كراء 11 سيارة لرؤساء اللجان والفرق بطاقة غازوال 1500 درهم شهريا. ووصلت درجة التسابق على «البونات» بتخصيص مجلس تمارة ميزانية، ضخمة لـ «بونات البنزين» رغم أن مرأب الجماعة لا يتوفر على سيارات، وتوجد به آلة «تراكس»، هذا ما كشف عنه مستشار مصطف في المعارضة الذي امتعض من رفض رئيس المجلس ونوابه وأغلبيته تقديم توضيحات حول الجدوى من تخصيص ميزانية «بونات ليسانس» كي يقنع المواطنين بأهميتها. وتجاوز الأمر المجالس الترابية، إلى مؤسسة البرلمان، إذ اقتنى مجلس المستشارين، 11 سيارة من النوع الرفيع يتراوح سعرها بين 505 آلاف و825 درهما، وكانت «الصباح» سباقة إلى الإشارة لهذا الملف، لغياب مصالح خارجية لمؤسسة البرلمان، تفرض توفير سيارة لنواب الرئيس قصد التنقل، بل احتدم الصراع بين كبار الموظفين للحصول بدورهم على سيارات، وهم يستفيدون أصلا من تعويضات التنقل. أحمد الأرقام

"نتفليكس" تطلق "أشياء غريبة"

المصري مصطفى يبدأ تدريب آسفي

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات