fbpx
أسواق

“الفنادق الحلال” … فنادق خالية من الكحول

تمنع استهلاكه ولا تتيح الاختلاط في مسابحها وإنشاؤها لم يؤثر على باقي الفنادق

أصبحت “الفنادق الحلال” منتوجا سياحيا جديدا يغري الكثير من الزبناء يقبلون عليها دون غيرها، منذ إنشاء أول فندق لا تقدم فيه الكحول للزبناء وليست به ملاه ليلية صاخبة بموسيقاها ورقصها. وتغري أشخاصا وعائلات قد تزعجها الإقامة في فنادق غيرها وما تقدمه من خدمات تراها “حراما”.
إلى حين لم تكن الدولة ترخص بإنشاء فنادق تحظر تقديم الكحول، رغم أن القانون المغربي يمنع بيع أو تقديم المشروبات الكحولية مجانا أو تلك الممزوجة بالكحول إلى المغاربة المسلمين بحجة المنع والتخوف من تأثير ذلك على توافد السياح على المغرب وتقليص إيرادات القطاع السياحي.
تراجع الدولة عن قرارها بعدم السماح بوجود فنادق لا تبيع الكحول، فسح المجال لانتشار الفنادق الحلال وبوتيرة متسارعة، خاصة في مدينة مراكش الأكثر احتضانا لمثل هذه المنشآت السياحية وبخدمات لا تتيح الاختلاط بين الجنسين، سيما في المسابح والمراقص، كما هو مألوف في غيرها.
قبل 17 سنة افتتح أول فندق لا يقدم الكحول بغرفه وملهاه، وبخدمات مخالفة نسبيا لتلك المعتادة في باقي الفنادق. تجربة تفرق الناس بين مؤيد ومعارض لها، لكنها أثبتت نجاعتها في استقطاب عينة من الزبناء اختاروها دون غيرها، بل استنسخت في عدة مدن لا تخلو من فندق أو أكثر منها.
ورغم أن الكحول سبب في جذب السائح وتدر على الفنادق مداخيل مهمة، فإن المنشآت السياحية الحلال، لم تتأثر بمنعها بشهادة المهنيين أنفسهم، سيما أن نسبة منها رفعت من أسعار الإقامة وكل الخدمات الموازية بشكل يتيح مدخولا إضافيا قد لا يكسب بالحانات ومن السماح باستهلاك الكحول.
تتميز هذه الفنادق بخلوها النهائي من صور “الحرام”. ولا تقتصر على منع استهلاك الخمور بغرفها أو ملء ثلاجاتها بمختلف أنواعها ولا حتى بالامتناع عن تقديمها في مختلف فضاءاتها المظلمة والبعيدة عن الأعين، بل تحرص على أن تكون كل الأطعمة المقدمة بها في مختلف وجباتها، حلالا.
وتخصص مسبحا داخليا للسيدات فقط بمنطقة منعزلة لا يرتادها الرجال ولا تتيح كل غرفها الإطلالة عليها، بل تجهز حمامات تركية للتدليك والاستحمام، منعزلة بدورها وذات استعمال خاص، فيما تسمح أخرى بالاختلاط في مسابح، بشرط ارتداء ملابس السباحة المحتشمة وغير الكاشفة للعورات.
مثل هذه الميزات تخالف ما هو سائد في مختلف الفنادق، التي لم تتأثر بالتفييء، طالما أن الإقبال على الفنادق الحلال يكون من فئة معينة ولم يؤثر على نسبة إقبال السائح الأجنبي قبل ظهور فيروس كورونا وما خلفه من كساد سياحي شامل تضررت منه فئات مختلفة من مهنيي السياحة.
وكشفت سنوات مرت على السماح بإنشاء هذه الفنادق، أن من راهنوا على فشل التجربة، كانوا خاطئين طالما أن توزيع الكحول من عدمه، لا يهم السائح الراغب في اكتشاف حضارة المغرب وكل صور جماله، بل على العكس من ذلك بمنع الخمور، شجع فئات على الإقامة في مثل تلك الفنادق.
“الأجانب لا يأتون للمغرب لشرب الخمر والفساد أو القمار، إنهم يحبون الاستجمام والراحة والاستمتاع بالطبيعة والتعرف على حضارتنا” يؤكد مرشد سياحي فضل عدم ذكر اسمه، مشيرا إلى أن “نسبة مهمة من السياح يفدون على المغرب لهذا الغرض وزيادة معارفهم وإراحة أبدانهم وعقولهم”.
حميد الأبيض (فاس)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.