الديناميكية المفقودة

دراسة للبنك الدولي تؤكد أن المقاولات حديثة الإنشاء تعجز عن منافسة سابقاتها في السوق لا يمثل القطاع الخاص سوى الثلث من الاستثمار الوطني الإجمالي، في حين أن هذه النسبة تصل إلى الثلثين أو أكثر في البلدان المتقدمة، ما يطرح تساؤلات حول ضعف الاستثمار الخاص بالمغرب. وأشار البنك الدولي، في تقرير سابق حول القطاع الخاص بالمغرب، إلى أن الاستثمار الخاص بالمغرب ظل مستقرا في حدود 16 % من الناتج الداخلي الإجمالي، خلال العقد الأخير، معتبرا أنه يفتقر للديناميكية المطلوبة، من أجل إحداث مناصب الشغل وتنمية الصادرات. وأكدت المؤسسة المالية الدولية في التقرير أن المقاولات العمومية و بعض وحدات القطاع الخاص التي توجد منذ مدة في السوق، هي التي تحرك النشاط الاقتصادي في قطاعات بعينها، التي لا تتوفر على إمكانيات لتوفير مناصب شغل ذات جودة وضمان إنتاج ذي قيمة مضافة. وسجل خبراء المؤسسة المالية الدولية، أن المقاولات حديثة الإنشاء لا تتمكن من منافسة سابقاتها في السوق، ما يجعلها عاجزة عن توفير مناصب الشغل. وأكد التقرير أن عدد المقاولات حديثة العهد يظل محدودا بالمغرب، إذ لا تتجاوز نسبة المقاولات التي يقل عمرها عن خمس سنوات 9 %، مقابل 17 % بالنسبة للمقاولات التي يتجاوز عمر نشاطها 35 سنة، في حين أن هذا الصنف من المقاولات لا يمثل سوى 8 % بمصر و 10 % بتونس. وأكد أن مستوى إحداث مقاولات جديدة يظل ضعيفا بالمغرب، ما جعله يحتل، في تصنيف 2018، الرتبة 65 من ضمن 137 بلدا على مستوى المؤشر العالمي لروح المقاولة، مقابل الرتبة 40 لتونس. وأرجع البنك الدولي هذا الضعف إلى مستوى التعليم وكفاءات اليد العاملة، ما يفرض على المقاولات تكاليف إضافية. وتعتبر التنافسية العائق الثاني لتطور مقاولات القطاع الخاص، إذ احتل المغرب،على مستوى مؤشر التنافسية العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي، الرتبة 71 ضمن 137 بلدا، خلال تصنيف 2017-2018، وهو المستوى ذاته المسجل، خلال السنوات السابقة، ما يعني أن المغرب لم يسجل أي تقدم في هذا المجال. وأشار التقرير، بشأن حياة المقاولات بعد الإنشاء استنادا إلى نتائج بحث أنجز على مستوى جهة البيضاء سطات، أن ربع المقاولات المحدثة على مستوى الجهات لا تتمكن من الشروع في نشاطها، أي تموت بعد الولادة، وأن نصف المقاولات المسجلة بالبيضاء تتمكن من الاستمرار بعد ثلاث سنوات من إنشائها، إذ من أصل 64 ألف مقاولة، 32 ألفا منها هي التي تمكنت من الاستمرار. ولا يتجاوز رقم معاملات أزيد من 93 % منها عن 10 ملايين درهم وتشغل أقل من 10 أجراء. وأبان البحث أن المقاولات التي تنشط في قطاعات التعليم العالي والخدمات المالية والصناعة، هي التي تتوفر على حظوظ أكبر للاستمرار، ويرجع سبب وفاة المقاولات الأخرى إلى غياب الجدية في إعداد المشاريع بسبب غياب المواكبة، إذ أن 5 % فقط هي التي استفادت من مواكبة المجلس الجهوي للاستثمار بجهة البيضاء سطات. وخلص التقرير إلى أن الإمكانية المحدودة المتاحة لإحداث المقاولة، تتسبب في الحد من إمكانيات توفير مناصب الشغل في القطاع المهيكل وارتفاع البطالة في صفوف الشباب وحاملي الشهادات الجامعية. ع . ك

الديناميكية المفقودة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاستثمار الخاص... المهمة الصعبة

حي النصر... شوكة وسط مدينة الزهور

مقالات ذات صلة