fbpx
ملف الصباح

حراس المستشفيات… نفوذ خارج السيطرة

يظهرون عضلاتهم أمام المرضى لابتزازهم ودور الممرض والطبيب ثانوي

اتسعت سلطة بعض رجال الأمن الخاص في السنوات الأخيرة، دون أدنى تحرك للجهات المسؤولة، وبينهم من يرتدون جبة السلطوي، غير القابل للتفاوض معه، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالإشراف على باب مؤسسة عمومية كبرى، أو مستشفى عمومي تحديدا.
ولا يكتفي حراس المستشفيات بتأمين عملية الدخول، أو الخروج منها، أو تنظيم مرور الوافدين والسماح للمرضى الوافدين، بعد الاطلاع على مواعيدهم، بقدر ما يتعدى ذلك إلى التكلف بملء استمارة زيارة الطبيب، وتحديد رقم الانتظار. وأحيانا قد يلجأ أحدهم إلى استفسار المريض عن سبب زيارته ونوعية المرض الذي يعانيه.
كل هذا يقع في معظم المستشفيات العمومية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بحراس ذوي عضلات مفتولة، لا يترددون في مضايقة المرضى وإهانتهم في الكثير من الأحيان، تحت ذريعة تنظيم عملية الدخول، وغالبا ما يثير ذلك شجارات بين المرضى والحراس، كما عاينت ذلك «الصباح».
ووفق آراء العديدين، فإنه يصعب الوصول إلى مكتب الطبيب المعالج، أو الممرض حتى، بالنظر إلى النفوذ، التي يتمتع به حراس المستشفيات، والسلطة المطلقة الممنوح لهم، إلى حد لا يمكن التحدث إلى الطبيب دون الاستئذان من ذلك الحارس منتصب القامة أمام الباب الرئيسي للمستشفى.
يقول (خ.ب) “لا أفهم سر هذا النفوذ المطلق لحراس المستشفيات، ولا أعرف الجهة التي منحت لهم هذه السلطة المطلقة، حتى أصبحوا خارج السيطرة، فلا يمكن أن نرهن لقاء طبيب، أو مريض بترخيص من الحارس. إنه العبث بعينه”.أما (إبراهيم. و) موظف، فأكد أن الحارس بالمؤسسات العمومية، يعتبر نفسه صاحب الحل والعقد، وتابع ” في باب المستشفيات تعرض عليك مجموعة من الأسئلة، ربما لن تتلقاها من الطبيب المعالج. وإذا ما أجبت بالنفي، فإنك لن تلج هذه المؤسسة. وفي ما يتعلق بقسم المستعجلات تبقى السلطة التقديرية للحارس المكلف، وغالبا ما يتخذ القرار حسب هواه”.
يملك حراس المستشفيات سلطة غير مفهومة، إلى حد يصبح الطبيب والمعالج بمثابة الدرجة الثانية في المنظومة الصحية، في ظل النفوذ المطلق، الذي يحظون به.
وقد يقرر حارس المستشفى في مصير حياة المريض، وما إذا كانت إصابته خطيرة، وإن كانت تتطلب علاجا آنيا، أو يحدد له موعدا طويل الأمد، حسب سلطته التقديرية، وهو ما يتسبب في تفاقم إصابة المرضى، وحالات الإغماء في صفوفهم أمام استهتار حراس الأمن الخاص، ومسؤولي الصحة العمومية. إنها فوضى حقا تلك التي يكتوي بنارها المرضى والوافدون على مختلف المستشفيات، ما يجعل المنظومة الصحية بالبلاد مريضة، في انتظار تجاوز العديد من الخروقات.
عيسى الكامحي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.