نقص في أسطول الحافلات و"خطافة" يتكلفون بمهمة نقل مواطنين يغامرون بحياتهم رغم أن تامسنا، لا تبعد عن الرباط عاصمة الأنوار، سوى بكيلومترات قليلة، تعترض سكانها جملة من المشاكل، منها أزمة النقل. فالتنقل من وإلى تامسنا، ليس أمرا هينا ولا سهلا، سيما إذا كان الشخص لا يتوفر على سيارة خاصة به، إذ يحتاج ذلك إلى انتظار الحافلات لمدة طويلة، و"التكدس" داخلها مع العشرات من الأشخاص، وفي حالات أخرى، يضطر البعض إلى خوض المغامرة، وركوب سيارة "خطاف". معاناة صباحية تغادر سعاد (عاملة نظافة) في الثلاثينات من عمرها، قبل شروق الشمس، منزلها الموجود بأحد أحياء تامسنا التي وضعت لتخفيف الضغط عن الرباط، وتوفير بنايات جديدة للسكن. تخرج من منزلها على أمل أن تجد الحافلة التي ستقلها إلى العاصمة الإدارية، حيث تشغل، غير مكتظة. تبرح عتبة المنزل وهي تفكر في معاناتها اليومية للوصول إلى أكدال، وبدء ساعات العمل في أحد المراكز التجارية، ومعاناتها الأخرى للعودة إلى بيتها، لكن في الطريق إلى محطة توقف الحافلة، تحاول التخلص من كل تلك الأفكار، وتتسلح بالطاقة الإيجابية، وتنظر لما ينتظرها بنظرة تفاؤل. تخطو نحو المحطة، في انتظار شروق الشمس، لتفاجأ بعدد الأشخاص الذين ينتظرون بدورهم الحافلة، والذين كانوا يحملون أيضا، الأمل ذاته الذي كانت تحمله في طريقها إلى هناك، وهو الحلم الذي سرعان ما يتبخر، ويصبح ضبابا، ليجدوا أنفسهم أمام واقع مر، مضطرين إلى تحمله بشكل يومي. معاناة سعاد مع النقل من وإلى الرباط، هي معاناة مئات الأشخاص الذين يقطنون أيضا بتامسنا، إذ يضطرون يوميا إلى تحمل مشاق ركوب حافلات مكتظة عن آخرها، والتي تصل إليهم بعد دقائق طويلة من الانتظار، بسبب عدم توفر الشركة المتخصصة في النقل الحضري لحافلات كافية لسكان المنطقة، حسب تأكيدهم. يقول أحد سكان تامسنا، إن مشكل التنقل إلى الرباط، أهم المشاكل التي تصادف قاطني المنطقة، قبل أن يضيف أن معاناتهم تشتد يوميا، دون أن تتدخل الجهات المسؤولة من أجل إيجاد الحلول. وتابع الشخص ذاته حديثه بالقول إن المئات من السكان ، يعيشون يوميا جحيما لا يطاق، بسبب ضعف عدد حافلات النقل الحضري، قبل أن يضيف أن نسبة كبيرة من سكان المنطقة يعملون ويدرسون في العاصمة الإدارية للمملكة، لكن لا توفر لهم الإمكانيات لنقلهم إلى هناك. "لخطافة" في "الخدمة" قد تكون معاناة بعض سكان تامسنا للوصول، صباحا، إلى الرباط ومقرات العمل، في الوقت المناسب، أقل حدة، مقارنة مع الذين يضطرون إلى العودة إلى منازلهم مساء. فبعدما تتوقف خدمات حافلات النقل، يضطر هؤلاء إلى الاستعانة بوسائل أخرى، منها خدمات "الخطافة". سيارات، تقف قرب محطات الحافلات لاصطياد "الزبناء»، وأخرى تسير بسرعة بطيئة بمحاذاة تلك المحطات، يعرض أصحابها خدماتهم على الراغبين في التنقل إلى تامسنا، فيما سيارات أخرى، تركن في أحد الأزقة في انتظار أشخاص يقصدونها دون تردد، سيما أنهم من الزبناء الأوفياء. يستغل هؤلاء "الخطافة"، الفرصة، ويقدمون خدماتهم لمن فاتهم ركوب آخر حافلة تنطلق من الرباط إلى تامسنا، لأسباب كثيرة. يقول أحد سكان تامسنا، من الذين يضطرون إلى الاستعانة بخدمات "الخطافة"، إن التنقل من وإلى الرباط، من المعاناة التي يصادفونها بشكل يومي، وتجعل حياتهم جحيما لا يطاق. ومن أجل تخفيف حدة خصاص حافلات النقل الحضري، يلجأ الكثيرون إلى «الخطافة»، فالمهم بالنسبة إليهم، الوصول في الوقت المحدد، إلى مقرات عملهم أو منازلهم. حماية الأرواح وفي هذا الصدد، قال عبد العالي الرامي، فاعل جمعوي، إنه وجه، في وقت سابق، نداء للمسؤولين بعمالة الرباط وأيضا للشركة المكلفة بالنقل ولمؤسسة التعاون بين الجماعات، من أجل تخصيص حافلات مسائية لسكان تامسنا. وأوضح الرامي، أن نسبة كبيرة من قاطني المدينة يشتغلون في الرباط، وهو ما يدفعهم إلى التنقل إلى العاصمة بشكل يومي، قبل أن يضيف أن أغلبهم، يقصدون "الخطافة"، وهو ما يضع حياتهم في خطر. وأوضح الرامي، أن مواطنين من سكان تامسنا، يناشدون المسؤولين من أجل التدخل في أقرب وقت ممكن وتعزيز عدد الحافلات التي تقل من وإلى تامسنا، وايجاد حلول جذرية، للقطع مع زمن "الخطافة"، وما يترتب عن ذلك من مشاكل كثيرة، مشيرا إلى أنه قبل التفكير في إحداث مدن جديدة، لابد من اعتماد إجراءات أخرى لتسهيل حياة الذين سينتقلون للعيش فيها. إيمان رضيف