جــــرح “أمــكــالــة”

الحسناوي قالت إن توالي الانتصارات المغربية أحيا ذكريات الهزائم الجزائرية أرجعت ياسمين الحسناوي، المتخصصة في قضية الصحراء وشؤون شمال إفريقيا، أسباب محنة جنرالات الجارة الشرقية إلى توالي الانتصارات المغربية، التي تحولت إلى عقدة مزمنة وصلت أوجها مع هزيمة "أمكالة" وبدأت تظهر أعراضها منذ "طرحة" حرب الرمال واسترجاع المغرب أقاليمه الجنوبية. واعتبرت أستاذة العلوم الإنسانية في الجامعة الدولية الأمريكية بالكويت أن القرار الأخير لمجلس الأمن ذكرت فيه الجزائر خمس مرات في إشارة إلى أنها سبب النزاع المفتعل، لذلك تلقت دعوة أممية للمشاركة في صناعة حل سياسي واقعي ودائم ومقبول للطرفين. في ما يلي تفاصيل الحوار: أجرى الحوار : ياسين قُطيب > ما هي الأسباب الخفية للعداء الذي يكنه حكام الجزائر للمغرب؟ > وقع حكام الجزائر في مأزق جعلهم مثار سخرية في كواليس المنتظم الدولي، خاصة بعدما منع مجلس الأمن الجارة الشرقية من التهرب من مسؤوليتها في هذا الشأن، وستزداد حرجا في الأشهر المقبلة مع بداية معركة أخرى قادمة في بيت الاتحاد الإفريقي. فهناك تنسيق واستعداد من دول إفريقية لطرد "بوليساريو" من هذا الاتحاد. وكشفت هذه الوضعية محنة الجنرالات بسبب توالي الانتصارات المغربية، التي تحولت إلى عقدة مزمنة وصلت أوجها مع هزيمة "أمكالة" وبدأت تظهر أعراضها منذ "طرحة" حرب الرمال واسترجاع المغرب أقاليمه الجنوبية، واشتدت مع اعتراف 86 في المائة من أعضاء الأمم المتحدة بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. > لماذا ارتفعت وتيرة التحرشات الجزائرية في الأشهر الأخيرة؟ > أصاب السعار دولة العسكر في السنة الأخيرة خاصة بعد اعتراف أكثر من 44 دولة في الاتحاد الإفريقي بمغربية الصحراء، وفتح أكثر من 15 قنصلية في الصحراء المغربية، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وهذا لا رجعة فيه، لأنه قرار دولة ومؤسسات وليس قرار رجل. > هل تتفقين مع الرأي القائل إن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء نسف عقيدة حرب الجنرالات؟ > لقد خيبت الإدارة الأمريكية الحالية آمال الجنرالات عندما دعا بيان للخارجية الأمريكية المواطنين الأمريكيين إلى تجنب السفر إلى الجزائر لأنها مصنفة ضمن الدول غير الآمنة والمعرضة للتهديد الإرهابي، الأمر الذي أوصل النظام المتحكم في نفط الشعب الجزائري مرحلة الهلوسة، بعد إلغاء الاستفتاء كليا في جميع قرارات مجلس الأمن و تبني حل سياسي توافقي، يتماشى مع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، إذ لم تذكر كلمة استفتاء في أكثر من 30 قرارا، إضافة إلى اعتراف أعضاء مجلس الأمن أن الجزائر هي التي تعرقل مسار تسوية هذا النزاع المفتعل، وربح المغرب موقعة "الكركرات" التي تعتبر منطقة مغربية، وسلمت ل"المينورسو" لمراقبة مخاطر وتهديدات الأمن والسلم في المنطقة. > يبدو أن الجزائر تتوقع الأسوأ في المقبل من الأيام خاصة بين أروقة مجلس الأمن. كيف تقرئين ردود أفعالها على القرار الأخير لمجلس الأمن؟ > صوت معظم أعضاء مجلس الأمن على القرار الأخير الذي حمل بين طياته بصمات الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ما عدا روسيا وتونس اللتين امتنعتا عن التصويت، مع أن ذلك لا يعني معارضة القرار، بالنظر إلى أن امتناع روسيا يرجع لتوترها العلني مع الولايات المتحدة الأمريكية على غرار ما كان يتم تداوله أنها على خلاف مع المغرب، فهذا غير صحيح. القرار الذي صوت عليه مجلس الأمن هو صيغة مماثلة لمسودة القرار الذي تم تداوله قبل يومين من التصويت، حيث احتفظ القرار بنفس لغة القرارات التي تم تبنيها في السنوات الأخيرة، ودعا الجزائر للمشاركة في العملية السياسية بدون شروط واعتبر المجلس أن مشاركتها مهمة لإيجاد حل مقبول ومتفق عليه لهذا النزاع المفتعل. > لماذا أقامت الجزائر الدنيا على فقرات قرار أممي كان متوقعا؟ > هذا القرار تضمن فقرات متعددة أكدت على التوالي أن مشاركة الجزائر في العملية السياسية أمر لا مفر منه، وأن مجلس الأمن قال إن حل الصراع ضروري لتحقيق السلام والازدهار الإقليميين. هنا يتأكد أنه مشكل إقليمي، وجاءت في القرار توصية لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي، وهذا من شأنه أن يسهم في تحقيق الاستقرار والأمن، مما يؤدي إلى توفير فرص العمل والتنمية لجميع الشعوب في المنطقة، مع العلم أن الدعوات العديدة لتحمل المسؤولية المشتركة لمواجهة التحديات في منطقة الساحل يؤكد أن الجزائر ترفض التعاون مع المغرب للتعامل مع آفة الإرهاب في المنطقة. أظن أن هذا القرار فضح الجزائر أمام المنتظم الدولي، على اعتبار أنها تناقض نفسها، وهي منخرطة في معاكسة حلول المشكل، بالتالي فإن هذا القرار هو انتكاسة للجزائر بكل المقاييس. طوق الجزائر انكسر > هل يسير مجلس الأمن في اتجاه الحكم الذاتي؟ > هذا القرار ذكرت فيه الجزائر خمس مرات وأيضا واصل دعوة مجلس الأمن الدولي من أجل حل سياسي واقعي ودائم ومقبول للطرفين، وهذا قريب جدا من مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في 2007، لطالما قدمت الجزائر نفسها كمراقب لكنها في الآونة الأخيرة ادعت أن حل النزاع يجب أن يتم فقط بين المغرب ومليشيات بوليساريو وأعلنت انسحابها من المائدة المستديرة بين الأطراف، فهذا القرار خلف صدمة للجزائر، لأن القرارات السابقة 2548 و2440 و 2468 و 2495 كلها تؤكد تحمل الجزائر مسؤوليتها باعتبارها طرفا مهما في حل النزاع وأنها تستضيف الجبهة الانفصالية على أراضيها وأنها دائما كانت ترفض إحصاء السكان الصحراويين المحتجزين في تندوف. هنا يتضح أن طوق الجزائر انكسر مرة أخرى، لأنها قررت الانسحاب من الطاولة المستديرة لجنيف، ولكن مجلس الأمن أكد أن الجزائر طرف مهم لحل النزاع وأن هذا المشكل إقليمي. في سطور - متخصصة في قضية الصحراء و شؤون شمال أفريقيا - أستاذة العلوم الإنسانية في الجامعة الدولية الأمريكية بالكويت - أستاذة زائرة في جامعات "امهرست" و "ماساشوستش" بالولايات المتحدة الأمريكية. - حاصلة على الدكتوراه باللغة الإنجليزية في موضوع "السياسة الخارجية الجزائرية في قضية الصحراء" من كلية الآداب بالرباط، والماستر في التواصل من جامعة القاضي عياض مراكش. - حاصلة على جائزة النساء المتميزات لسنة2021 بالبرلمان الاوروبي، وجائزة التعريف بالثقافة المغربية بأمريكا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وعلى منحة FLTA من الخارجية الأمريكية

جــــرح “أمــكــالــة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انـتـقـام جــغــرافـــي

فيديو... عرض فيلم “علي صوتك” لنبيل عيوش في القاعات السينمائية الوطنية

مقالات ذات صلة